تبقى الأم هي الدرع الحامي لأبنائها والطاقة التي تدفعهم إلى طريق النجاح والجذع القوي الذي يحميهم من الميل أمام ظروف الحياة، وكأن الغريزة التي تتصف بالضعف والحب والحنان تفسح المجال لصفات أخرى تتسم بالقوة والشجاعة تمكن الأم من العبور بأبنائها لبر الأمان ومساعدتهم لتحقيق الإنجازات.

فزعت الأم بطلب الأطباء إيداع طفلها الثاني بحضان المستشفى بعد ولادته على وجه السرعة، ليبقى بعدها قرابة 10 أيام، قبل أن تطلب منها أحدى العاملات بالمعمل بالتوجه به إلى طيبة متخصصة بالوراثة كونها تعتقد أن وليدها يعاني من مشكلة صحية.

والدته: «الحمد لله بعد صدمة الابتلاء» 

صدمة كبيرة تلقتها والدة محمود بعدما أخبرتها الطبيبة أن نتائج التحاليل تثبت أنه من أصحاب متلازمة داون، استغرقت الأم بعض الوقت لتقبل الأمر بحسب حديثها لـ«الوطن»، قائلة: «صدمة كبيرة عليا معندناش حد خالص في العيلة كده أه تضايقت وزعلت في الأول وقلت صعب عليه وليه واشمعنى أنا لكن ربنا نزل في لقبي الرضا وقلت الحمد لله».

عدم القدرة على الحركة والكلام 

الحركة والكلام كان أقصى طموح والدة محمود سعيد عبد الحميد، لطفلها بعد أن اكتشفت عدم قدرته على الحركة لتبدأ رحلة العلاج الطبيعي بعمر الـ6 أشهر، وعندما استجاب للعلاج وبدأ بالحركة بعمر الـ3 سنوات بدأت على الفور جلسات التخاطب رغبة في سماع صوت صغيرها: «بسببه عرفت حاجات كتير مكنتش أعرفها وكان أقصى أملي أشوفه بيمشي وبيتكلم».

دعم الأم لطفلها

الخوف على مستقبل الابن من أصحاب متلازمة داون جعل والدة محمود تخصص له الجزء الأكبر من مجهودها ووقتها ليلتحق بعمر مبكرة بفرقة الفنون الشعبية التابعة لوزارة الشباب والرياضة ومن بعدها فرقة قصر الثقافة، حتى اكتشفت حب أبنها لرياضة الكاراتيه إضافة إلى ممارسته رياضة كرة السلة وكرة القدم: «دايما بعامله كأنه معندوش مشكلة بس بديله وقت أكتر عشان أساعده يحقق نفسه، وحبه للكاراتيه كان لأن الكباتن الموجودة حببته في الكاراتيه وده كان كفاية».

بطولة على مستوى الجمهورية 

حصول محمود سعيد عبد الحميد على المركز الخامس على مستوى الجمهورية ببطولة الكاراتيه كان الأمر الذي لم تحلم به والدته التي كانت تحلم فقط برؤية نجلها يتحرك ويستطيع المشي بمفرده، معربة عن سعادتها بما حققه ابنها وتسعى لمساندته للحصول على الحزام الأسود الشهر المقبل، وتحقيق المزيد من البطولات.