كتب: إسراء عبد العزيز -
11:34 ص | الأربعاء 16 أغسطس 2023
سنوات طويلة قضتها السيدة الأربعينية «راوية. م»، في بيت عائلة زوجها، تنتظره كل يوم يعود لها ولطفليها، وتقوم على خدمة والديه المسنين، ليضيع عمرها على عائلته ومراعاة ولديها، حتى خرجت بهما لبر الآمان، لكن منذ أشهر انقلبت حياتها رأسًا على عقب، عندما أخبرها أحد أقرباء زوجها بصدمة عمرها، التي دفعتها لطرق باب محكمة الأسرة، فما القشة التي أنهت زيجتها التي استمرت 22 عامًا؟
ما حدث مع «راوية» خلال الأشهر الأخيرة، كان أثقل من أنها تتحمله بمفردها كما اعتادت، إذ تحكي لـ«الوطن»، أن الظروف جعلتها تتخذ قرارا صعبا، غير مسار حياتها، لكنه ليس أصعب مما عرفته، بعد أن انتظرت زوجها الخمسيني «محمد. ن»، نحو 18 عامًا، عاشت فيها وسط عائلته الذين عاملوها كخادمة، لكنها تحملت وصبرت حتى يعود لها.
بصوت يحمل نبرة الحنين للذكريات، تقول الزوجة المكلومة، إنها تعرفت على زوجها عن طريق عائلتها، وكان من عائلة بسيطة مثلها، يعمل عاملا رفقة والدها، فوافقت عليه بعد أن أعجبت بكفاحه، وتمت خطبتهما، وطلب من والدها أن يستقرا في منزل والده، ووافقت على كل شيء قدمه لها، وقال والدها لها، إنه «شاب طيب وسيسعدها في حياتها»، وتمت الزيجة في حضور العائلتين.
وبعدها بأشهر علمت بحملها في طفلها الأول، وسافر الزوج بعدها بأيام قليلة للعمل في الخارج أملًا منه في تحسين دخلهم، وعاد بعد عام ونصف العام مدة شهرين وأنجبت طفلها الثاني، لكنه لم يعد منذ 18 عامًا، مبررة عدم عودته بأنه يعمل من أجلها وأجل أطفالها وتحملت جبالًا على كتفيها وربت طفليها بمفردها، دون مساعدة أحد، وخدمت والديه كأنهما والديها.
«بعد ما عشت أكتر من نص عمري أستناه، قالولي إنه متجوز عليا، ولما واجهته كذب الكلام والشخص، وطلبت منه يرجع، لأننا الحمد لله بقينا مستورين وولادنا كبروا وبيشتغلوا، لكنه رفض حتى شراء شقة عشان نعيش فيها مع بعض إحنا والولاد، بحجة أن الفلوس اللي كان بيكسبها كان بيبعتها وبنصرفها، فتأكدت ساعتها أنه متجوز عليا، ولما سألت ابن عمه بعتلي ورقة جوازه من سيدة من جنسية عربية»، وفقًا لحديث «راوية».
واصلت الزوجة حديثها، لتحكي تفاصيل اللقاء الأول بينهما بعد 18 عامًا من الغياب، بعد أن لجأت لمحكمة الأسرة، وأقامت ضده دعوى طلاق للهجر حملت رقم 2815، ووصفت المشهد التي عاشته، قائلة إنها انهارت من البكاء أمام خبراء التسوية داخل غرفة لا تتعدى عدة أمتار، وجلست على كرسي متهالك، وعندما رأت زوجها دموعها ملأت وجهها الحزين، عندما رأت القهر يعلو صوته، والتعب يظهر على ملامح وجهه.
علمت «راوية» بمرض زوجها بعد أن قدم لخبراء التسوية التحاليل والأشعة، وبعد الحلول التي اقترحها الخبراء «النفسي والقانوني والاجتماعي»، بدأت الأمور تتحسن بينهما، وبعد جلستين، رضخ الزوج للأمر الواقع، وأظهر لها حسن نيته، والموافقة على حل أرضاها للم شمل أسرتهما مجددا، والعيش تحت سقف واحد بعد غياب سنوات.
