نزلت من بيتها مبكرا قاصدة سوق منطقتها بحدائق القبة من أجل شراء اللبن والقمح والسكر والمكسرات، تلك المكوونات التي تنبئ بطبق حلوى يطلق عليه المصريون «عاشوراء»، من أجل تحضيره لأسرتها ليستمتعوا بها، خاصةً بعد أن عم الفرح أرجاء المنزل بعد أن ظهرت نتيجة الابنة بالنجاح، لذا تأتي الحلوى في الوقت المناسب. 

طبق عاشوراء بعد النجاح في الثانوية الأزهرية 

في مثل هذا اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم من كل عام، اعتادت السيدة «هناء» والدة الطالبة «زينة»، على عمل طبق الحلوى المصرية «العاشوراء»، تزامنا مع يوم عاشوراء الذي يصومه العديد من المسلمين، لكن في العام الماضي انشغلت السيدة الأربعينية عن عادتها، وتذكرتها بعد أن فاتت المناسبة، لكنها قطعت وعدا على نفسها أمام أسرتها، بأنها ستطبخها العام المقبل «ندر لله» وتوزعها على الجيران والأقارب، حال نجحت «زينة» في الثانوية الأزهرية، بعد أن توقعت تزامنها مع أيام ظهور نتيجة ثانوية ابنتها بحسبة بسيطة للأيام.

مرت الأيام واجتهدت الابنة «زينة» في دراستها حتى أنهت امتحاناتها، وانتظرت نتيجتها بفارغ الصبر، حتى علمت منذ ساعات بنجاحها وتفوقها، وعم الفرح والزغاريد أرجاء منزلها المتواضع، الأهل والأقارب يهنئون الأسرة، ووسط هذه الأجواء السعيدة، لم تنس الأم وعدها بإعداد العاشوراء، وقررت تنفيذه.

عاشوراء بطعم الفرحة في اليوم المبارك 

مع أول نور للصباح زارت «أم زينة» السوق وأحضرت مكونات طبق العاشوراء، ثم ظلت وقتا طويلا تجهزها بالمطبخ على حد وصفها لـ«الوطن»: «كنت بغني وحياة قلبي وأفراحه طول منا واقفة في المطبخ وبعمل العاشوراء، وقولت لازم أنفذ وعدي والندر اللي قولت عليه، وأحلي بوق الحتة كلها».

تعبر الأم عن مدى سعادتها بنجاح ابنتها، وعمل هذه الحلوى الشهيرة في هذا اليوم المبارك: «دي حاجة أخدتها عن أمي وجدتي، كانوا دايما يندروا يعملوا حاجة لله عشان حاجتهم تتم، وأنا لما حسبت الأيام لقيت النتيجة هتطلع وقت عاشوراء، فخليت الندر أطباق عاشوراء للحبايب، وربنا جبر بخاطري في بنتي وفرحني بنجاحها».