رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بطلة استثنائية في حياة الأولى على الثانوية الأزهرية مكفوفين.. بيضربوا بيها المثل

كتب: آية المليجى -

03:40 م | الخميس 27 يوليو 2023

الطالبة ياسمين عبدالفتاح

عمت الفرحة أرجاء منزل طالبة الثانوية الأزهرية ياسمين عبد الفتاح، بعدما تلقت مكالمة من والدها، يخبرها بحصولها على المركز الأول في نتيجة الثانوية الأزهرية أدبي للمكفوفين، مفاجأة كانت في انتظار الفتاة التي طالما تمنت تحقيقها، لتكمل مسيرتها التعليمية بخطوات من التفوق والنجاح. 

مشوار طويل من التفوق والتميز قطعته الطالبة ياسمين، خطت فيه بدعم وقوة من والدتها، فاطمة منير، التي سارت معها الطريق منذ بداية مولد ابنتها، وهي فاقدة للبصر، التحدي الصعب الذي نجحت في مواجهته رغم الأحاديث الصعبة التي تلقتها ممن حولها في القرية أكوة الحصة، بمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، حيث تعيش الأسرة: «هي أول فرحتي ومولودة فاقدة للبصر، كان عندي إحباط من كلام الناس».

أول ثمرات الفرحة تنهي مشاعر الإحباط

وبخطوات من الثقة سارت «فاطمة» بجانب ابنتها في بداية مشوارها التعليمي، لتجد الدعم من معلمها بالحضانة: «كان مدرسها بيساعدني، ويعملها حروف من الكارتون»، ورغم الحزن الذي عاشته الأم في بداية حياتها، لكنها تلقت أولى ثمرات النجاح، حين حصلت ابنتها على المركز الأول في المرحلة الابتدائية: «من هنا بقى عشت معها أول مراحل الفرحة فعلًا». 

استكملت الأم المشوار مع ابنتها في المراحل التعليمية، لتقدم لها مزيد من الدعم، خاصة في مرحلة الثانوية: «كنت بروح معها كل الدروس»، وعملت الأم على قراءة الدروس بصوتها وتسجيلها على الموبايل، لمساعدة ابنتها في الحفظ: «كنت بسهر أسجلها الدروس بصوتي». 

تلقت «ياسمين» خبر حصولها على المركز الأول على الثانوية العامة من والدها، إذ تلقى أثناء عمله مكالمة من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، يخبره بتفوق ابنته، سعادة غامرة انتابته غير متوقعًا الخبر السار الذي نقله إلى ابنته بفرحة وحب: «بابا مكنش مصدق نفسه، كنا طايرين من الفرحة»، بحسب حديث «ياسمين»، لـ«هن».  

في قرية أكواة الحصة، حيث تعيش الطالبة «ياسمين» التي قدر لها فقدان البصر عقب ولادتها، لكن الإرادة القوية التي تميزت من صغرها، جعلت التفوق حليفًا لها في مراحل تعليمها المختلفة، فهي لم تشعر بأنها كفيفة أو ينقصها شيء عن زملائها، فهي أيضًا حصدت المركز الأول في المرحلة الإعدادية على مستوى الجمهورية. 

والدتي سر تفوقي في المراحل التعليمية

بفضل من أسرتها واصلت «ياسمين» تميزها أثناء مذاكرة دروسها في الثانوية الأزهرية، إذ روت الطالبة صاحبة المركز الأول في المكفوفين، خلال حديثها لـ«هن»، عن الدعم الذي قدمته والدتها، إذ كانت تصطحبها إلى الدروس الخصوصية، وتساعدها في تسجيل المواد الدراسية لمراجعتها مرة أخرى: «كانت تقعد جنبي ودايمًا معايا في كل خطواتي».  

من بعد صلاة الفجر تبدأ «ياسمين» يومها الدراسي، في مذاكرة دروسها ومراجعتها، دون أن تضع عدد ساعات محددة للمذاكرة، فقط كانت تكتفي بما تحتاجه، لتكافئ نفسها بقسط من الراحة تفعل فيها ما يحلو لها، وفقًا لحديثها: «كنت بحب أرفه عن نفسي شوية».  

وترغب «ياسمين» الالتحاق بكلية أصول الدين قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، فهي تتمنى أن تصبح أستاذة جامعية: «ده حلم حياتي.. وأني أقدر أكون داعية للإسلام».