02:32 م | الجمعة 07 يوليو 2023
ترتجف أطرافها وتنتظر خبرا يعيد إليها الطمأنينة بعد إصابة ابنها بالعديد من الجروح التي جعلته في حالة خطرة، ليؤكد الأطباء على إثرها بأنه أصبح ميتًا إكلينيكًا، ولا سبيل لبقائه على قيد الحياة مجددًا، وينهار والداه وأصيبها بالصدمة، وبمرور الدقائق بدأ الأطباء التحضير لإيقاف أجهزة الدعم ومشاورة الأسرة للتبرع بأعضائه، ليفاجأهم ابنهم «جيمس» الذي يبلغ من العمر 28 عامًا باستيقاظه ويعود إليه إدراكه مرة أخرى.
تعرض جيمس هوارد جونز الذي يعيش بقرية جلوسيسترشاير في مدينة شلتنهام بإنجلترا، لهجوم شديد من شاب يدعى «بن ديفيز»، بينما كان برفقة أصدقائه لمشاهدة مباراة ملاكمة بين تايسون فيوري وديليان وايت، إذ ظهر على جسده لكمات في مؤخرة رأسه، وسقط على ظهره، وأصيب بجروح غيرت حياته، وكادت أن تقتله، بحسب ما نشرته صحيفة «ذا صن» البريطانية.
ذكرت عائلة «جيمس»، المكونة من أب وأم، أن ابنهما نُقل سريعا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة في محاولة لإنقاذه من الموت، فخضع على الفور لعدة عمليات طارئة، ورغم ذلك إلا أن الأطباء لم يجدوا أملًا في تعافيه، لذا أشاروا على أسرته، بأن تسمح لهم بإيقاف الأجهزة، والتبرع بجميع أعضائه، فيما شعرت الأم بصعوبة الأمر عليها، وأخبرتهم بأن يتركوه على الأقل حتى تودعه ويقابله أصدقاؤه وأحبته للمرة الأخيرة، وفي منتصف حديثهم عاد الاستيعاب إلى الشاب العشريني، لتدب في قلبه نبضات مستقرة، وقدرة على معرفة ما يحدث حوله.
أوضح والد الشاب المصاب أن ابنه تعرض للكمات قوية كانت كافية للتسبب في وفاته بسبب الإصابات القوية التي تلقاها وفقا له: «في غضون الأسبوعين الأولين، أخبرنا الأطباء الذين عالجوا جيمس أنه مات دماغيًا، وأن أفضل ما يمكننا فعله هو تركه يموت، وبشكل لا يصدق، بدأ ابني في استعادة وعيه، إذ كان في البداية قادرًا فقط على التواصل بالعين ولم يكن قادرًا على الحركة أو الكلام».
لم يرغب الوالدين في التنازل عن حق ابنهما، لذا قررا أن يقدما شكوى في الشاب المسؤول عن الحادث، وخلال جلسة استماع في محكمة جلوستر كراون، تحدث والد جيمس عن الخسائر المدمرة التي ألحقتها إصابات ابنه به ولعائلته: «نتيجة لما حدث لجيمس، يجب أن أكون صوته حتى تتمكن المحكمة من فهم تأثير ذلك عليه وعلى أسرتنا وأصدقائنا المقربين، فضلا عن أن ابننا سيتطلب وقت كبير من العناية والمتابعة لبقية حياته، مما يجعل مستقبل ابني أكثر كآبة».
وخلال جلسات المحكمة، اعترف «ديفيز» بخطأ إصابة «جيمس»، معترفًا بإلحاق أذى جسدي خطير دون قصد، ولكن ذلك لم يشفع له، إذ حكم القاضي المختص بتلك القضية بالسجن لمدة عامين و4 أشهر، وذكر القاضي مارتن بيكتون أن أقوال الأب كانت واحدة من أكثر الكلمات حزنًا التي سمعها على الإطلاق، موجها حديثه إلى الجاني: «لقد دمرت حياة وآمال السيد هوارد جونز، شاب في مقتبل العمر ولديه كل شيء يعيش من أجله، كما حطمت قلوب عائلته وأصدقائه».
