رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية 4 سيدات احترفن العمل في الجزارة بالشرقية.. الكفاح عنوانهن

كتب: ياسمين عزت الرزاز -

03:35 م | الأحد 25 يونيو 2023

4 سيدات احترفن العمل في الجزارة

أربع سيدات ذاع صيتهن في محافظة الشرقية خلال السنوات القليلة الماضية، بعد اقتحامهن مهنة رجالية من الطراز الأول وهي الجزارة، الأمر الذي أثار كثيرين ممن حولهن، لقدرتهن على استخدام الأدوات الحادة والتعامل مع المواشي المختلفة وغيرها.

هدير عبدالمنعم جزارة بالزقازيق

ففي مدينة الزقازيق، حيث محل جزارة هدير عبد المنعم، أربعينية، زوجة وأم، لم يصدق أهلها والمقربون منها ذات يوم اقتحامها عمل الجزارة الشاق، بل زاد الأمر أنها أصبحت تربي رؤوس الماشية لذبحها وبيعها للزبائن، كما استغلت جلود الحيوانات لتنصع منها الحقائب.

لم تتصور «هدير» يوما ما أن تكون جزارّة، حيث عملت في هذا المجال صدفة دون ترتيب مسبق، إذ قرر والد زوجها جعلها أكثر جرأة، كونها كانت خجولة بشكل كبير، وذلك من خلال مساعدتها له في تربية وبيع المواشي، ومع الوقت تطور الأمور لتقوم بذبح العجول والخراف، «قررت افتح محل جزارة وطورته بتجهيز المصنعات، زي السجوق والبرجر والكفتة وكل طلبات الطهي»، هكذا قالت لـ«الوطن».

مرت سنوات عدة، ولا تزال «هدير» تمارس العمل في حرفة اختارها القدر لأجلها لتتميز فيها مقارنة بالرجال، وكانت في البداية تبيع منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي «أون لاين»، إلى أن افتتحت محلا خاصا بها للجزارة، «بستعد دلوقتي لعيد الأضحى من خلال بيع أضحيات صاحية، ولحوم حمراء من بفتيك وسجق وكفتة وغيرها».

آلاء السني جزارة أبا عن جد

الشابة الثلاثينية آلاء السُنّي، ابنة مدينة الزقازيق، لها قصة أيضا مع مهنة الجزارة، كشفت تفاصيلها لـ«الوطن»، موضحة أنها متزوجة من ابن عمها منذ عدة سنوات ولديهما أطفال، وعائلتها تعمل في مهنة الجزارة والدها وأعمامها وأولادهم، «اتجوزت ابن عمي وهو وريث الصنعة لوالده، وقرر يعلمني الشغلانة لما لقاني حباها، وليا لمسات الأنثى رغم إن العمل رجالي بحت».

وتسترجع «آلاء» ذكريات أول سنة عملت بها في مهنة الجزارة، مؤكدة أنها كانت مضغوطة بين عمل المنزل والمحل، إلا أنها استطاعت أن توفق بينهما وتستكمل طريقها الذي اختارته برغبتها، لافتة إلى أن زوجها شجعها ودفعها للسير قدما، «الجزار الست تختلف عن الراجل، ولها نفس في تقطيع اللحمة، والزباين الستات بتحب التعامل معايا لأني فاهمة طبيعة المطبخ، والحمد لله بقيت أعمل شغل خاص زي اللحم المصنع لست البيت، والعيد الأضحى أكبر موسم بشتغل فيه رغم شغل طول السنة».

منار محمود.. جزارة ومدربة سباحة

منار محمود، فتاة عشرينية، جمعها بـ«هدير» و«آلاء» تفاصيل متشابهة لعملها في نفس المجال، لكنها تختلف عنهما كونها تعمل مدربة سباحة، وتدرس في كلية التربية الرياضية بجامعة الزقازيق.

وتعمل عائلة «منار» في مجال الجزارة، وكانت دائما ما تراقبهم أثناء عملهم، لكنها لم تكن تتوقع أن تعمل في ذات المجال يوما ما، «الشغلانة مش سهلة خصوصا إني دخلاها مساعدة لوالدي وبعيدة عن شغلي ودراستي».

لم تفكر «منار» في اقتحام مهنة الجزارة، إلا أنها قررت مساعدة والدها في مجال عمله خاصة أنها الابنة الكبرى للأسرة، فبدأت بتقطيع اللحوم للزبائن معتمدة على ما تعلمته بالنظر في صغرها، «مكنتش ناوية احترفها، ولكن من شغلي فيها حبيتها وعاوزة أكمل فيها وأكبر في نفس الوقت في شغلي ويكون عندي أكاديمية لتمرين السباحة، وعيد الأضحى قرّب وهقف أساعد والدي هيدعيلي والزباين بيحبوني».

منى السقا 20 عاما في الجزارة

وفي مدينة العاشر من رمضان، تشتهر جزارة سيدة في أواخر الأربعينات من العمر تدعى منى السقا، قررت أن تسير في طريق والدها وتحترف عمله لتساعد في تربية أشقائها بعد وفاة والدها، فهي واحدة بين 15 أخا وأخت، واحترفت العمل حينما كانت تبلغ من العمر 13 عاما، «نجحت بفضل الله وإصراري على النجاح، عشان أكمل مسيرة والدي في تربية أشقائي ومساعدة البنات في الزواج».

استطاعت «منى» خلال 20 عاما، أن تحجز مكانا لها بين الجزارين الرجال، وذاع صيتها في مدينة العاشر من رمضان، لافتة الى أنها تذبح العجول لبيعها بمحل الجزارة، كما يتم طلبها من خلال الشركات والمصانع لذبح الذبائح سواء في الأعياد أو في مناسباتهم الخاصة، «الحمد لله ربنا يتمها علينا بالستر، يمكن الشغلانة صعبة بس ربنا سترنا بيها، وكملنا مشوار الوالد بالسلامة».