07:19 ص | الثلاثاء 06 يونيو 2023
يعتبر الحرص أو الإمساك في الإنفاق، من الصفات المزعجة عند الرجال، التي تجعل شريكة حياتهم في حالة من الحيرة، إذ تتسائل دائما، هل هذا الحرص لأجل توفير حياة كريمة فيما بعد، أم أنها مؤشر للبخل؟
في هذا السياق، قال الدكتور إيهاب عيد، أستاذ الطب السلوكي، بجامعة عين شمس، في حوار له على فضائية «دي إم سي»، في برنامج «السفيرة عزيزة»، إن العطاء المادي أو الجسدي أو العاطفي، موجود لدى الجميع، لكن درجته تختلف من شخص لآخر، والبخل في التعبير عن المشاعر أو شراء الهدايا، لا يعد مرضا نفسيا، لكن الرجل في أحيان كثيرة، يرى أن هذا المقدار من الحب يعتبر كافيا، ولا يمكنه بذل مجهود أكثر من ذلك.
وأضاف «إيهاب»، أن بعض الآباء في علاقتهم مع أولادهم أو زوجاتهم، يخشون أن يعبروا عن مدى حبهم لهم، حتى لا يفسد ذلك أخلاقهم، أو تتغير شخصياتهم من القاسية إلى اللينة، موضحا أن الشخص في هذه الحالة، يكون مصابا باضطراب يسمى «الأليكسفيميا»، وهو مرض صعوبة التعبير اللفظي عن المشاعر.
وأوضح أستاذ الطب السلوكي، أن البيت الذي يمتلء بالحب والأحضان، والتعبير عن الأحاسيس، يكون أطفاله وأهله مكتفين نفسيا، وليسوا بحاجة إلى دعم خارجي لمقاومة مشكلات الحياة.
كما أنه يوجد فرق كبير بين كل من الحرص والبخل، فالأول، هو أن يخشى الأب أن يغدق من الناحية المادية أو النفسية على أسرته، حتى لا يفسد ذلك أطفاله وزوجته، بينما على الجانب الآخر، فإن الرجل البخيل هو الذي يعتقد أن من خلال حبه أو عطائه سيستغله الطرف الآخر، أو يستخدمها كنقطة ضعف تجاهه، وبالتالي يفضل أن يكون شحيحا في التعبير عن نفسه ومشاعره للآخرين.
ذكر الدكتور «إيهاب»، أنه لا سبيل لعلاج البخل، عن طريق الأدوية، ولكن العلاج الأساسي هو تعديل السلوكيات، ولفت نظر الاب إلى الأضرار التي يمكن أن تلحق به وبأسرته، في حالة تهاون بمشكلة البخل الذي يعرض له أهله، مضيفا أنه يمكن توضيح ذلك للأب بشكل واضح، وبطريقة بسيطة وبدون اللجوء للغضب أو العنف، حتى لا تتفاقم الأمور، وتتطور إلى الأسوأ، وفي المرحلة الثانية إذا وجدت الزوجة تغيرا في شخصية زوجها، يمكن أن تطلب منه أن يعرض على طبيب سلوكي مختص، ليحاول أن يعدل من سلوكياته، حتى لا يؤثر بالسلب على أولاده وعلى صحتهم النفسية.