يبقى اسم الأب ملازما لاسم ابنته طوال حياتها، وتبقى كلماته تنير لها الطريق، أيام طويلة حزينة قضتها «دعاء» متأثرة بوفاة والدها بعد أن تركها مع 3 أخوات يواجهن الحياة بمفردهن، لتبدأ بتنفيذ نصائحه وكلامه لها كونه يحيا بقلبها، ومن بين هذه النصائح أن تظل متمسكة بموهبتها بالرسم التي كانت تقوم بها كهواية، وتركتها لانشغالها بدراسة الهندسة، نفضت دعاء الحزن عن نفسها وأمسكت بفرشتها لأول مرة لتخرج المشاعر الحبيسة داخلها بفن أدهش الجميع.

«دعاء» تحقق وصية والدها بتطوير موهبتها بالرسم بجانب الهندسة

تروي «دعاء ماهر» في حديثها لـ «الوطن»، أن موهبة الرسم بدأت معها منذ الصغر، إذ كانت ترسم على أي شيء كالورق والخشب والحائط والزجاج، غير أن انشغالها بالدراسة، خاصة بعد أن التحقت بكلية الهندسة قسم مدني ومن بعده عملها بالهندسة، جعلها تترك هوايتها التي كانت تحبها، وبعد وفاة والدها بعام 2015 بدأت في التفكير بالعودة للرسم وعدم ترك هوايتها كما كان يوصيها والدها دائمًا لتبدأ بالرسم بعد عدة أشهر من وفاة والدها بتشجيع من والدتها وأخواتها وأصدقائها.

تحويل الهواية لمشروع مربح

إعجاب كبير تلقته «دعاء» من متابعي صفحتها على «فيسبوك»، طالبوها بعدها بأن تنفذ عددا من اللوحات لبيعها، لتتحول الهواية إلى مشروع بجانب عملها، يدر عليها دخلًا مماثلا لدخلها من الهندسة، فبدأ بجلب بعض الخامات من الخارج ومن القاهرة لتطوير أعمالها الفنية، فبدأت بالرسم بألوان الزيت والإكليرك على خشب الأشجار لتكون من أوائل المستخدمين لهذه الخامات بالصعيد وصنعت منه علقات للمنازل وللمفاتيح وللسيارات، كما بدأت بالرسم على القماش المشدود على الخشب واستخدام الإطارات المذهبة، وإدخال ورق الذهب وماء الذهب بالرسومات وهو ما زاد من الإقبال على أعمالها لتميزها.

تدريب الفتيات والسيدات على الرسم

وتابعت «دعاء» قائلة: «ناس كتير بقت بتقدر شغل الهاند ميد، شغل الفرشاة وسكاكين المعجون وحركة الفرشاة بتبان بتفاصيل اللوحة ودرجة بروزها، سعيدة إني بنفذ وصية بابا وبعمل حاجة بحبها جنب شغلي»، موضحة أنها أصبحت تعلم الفتيات والسيدات الرسم، رغبة منها في نقل هذا الفن للراغبين في تطويره.