12:00 م | الإثنين 24 أبريل 2023
هل يجوز صيام الست من شوال بدون نية مسبقة؟ سؤال مطروح بقوة في هذه الفترة، بهدف إتمام الصيام على أكمل وجه دون أي أخطاء قد تنقص أو تضيع أجره، إذ يحرص كثير من المسلمين على صيام 6 أيام من شهر شوال، باعتبارها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأجابت دار الإفتاء، عن سؤال: هل يجوز صيام الست من شوال بدون نية مسبقة؟ ضمن ردها على التساؤلات التي يرغب الأشخاص التي تنوي صيام الست البيض من شهر شوال، إذ ذكرت أن النية وجبت في الشرع، حتى يكون هناك فرق بين السنن والفروض، ويظهر ذلك في الحديث الذي رواه البخاري عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إذ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» رواه البخاري؛ فالحديث يدل على أن ثواب الأعمال وجزاؤها يتوقف على النية.
وأوضحت «الإفتاء» عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن النية شرط صحة في الصيام، كما في سائر العبادات، وهي ضرورية ولا يقوم الصيام إلا بها، فمن لم يُبيت النية ليلًا قبل الفجر، فإن صيامه غير مقبول، للحديث الذي يرويه البيهقي عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَمَلَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ».
وأضافت الدار، أن النية واجبة في صيام الفرض بلا خلاف، سواء رمضان أو القضاء أو النذر أو غيرها، لأنها وضعت من أجل التمييز بين مراتب العبادات، ولأنها عبادة مضافة إلى وقت كالصلاة، فكان من الضروري إثبات النية، حتى يكون هناك اختلاف بين ما هو فرض وما هو سنة.
وأشارت «الإفتاء»، إلى أن الصوم التطوعي، هو كل ما غير شهر رمضان، القضاء أو النذر، لذا فإنه لا يشترط فيه تبيين النية من الليل، وإنما فإنه يجوز فيه مطلق النية من غير تعيين، لأن جنس التطوع واحد، فاكتَفى فيه بمطلق النية، وفي ذلك قال الإمام النووي في "المجموع" (6/ 295، ط. دار الفكر): «وأما صوم التطوع فيصح بنية مطلق الصوم كما في الصلاة، هكذا أطلقه الأصحاب» اهـ.وبناءً عليه: فإن شرط صحة الصوم النية، ولا بد أن تُعَيَّن في صيام الفرض، ويجوز مطلق النية في صيام التطوع.