كتب: آية المليجي - منة الصياد -
07:01 م | الثلاثاء 17 يناير 2023
عاشت ورحلت في صمت تام، لكن اسمها بات خالدًا على مر العصور، وأصبح منزل «زينب خاتون» واحدًا من الأماكن العريقة التي يقصدها آلاف الزوار كل عام للزيارة والتمتع بالتعرف على هندسته المعمارية التي تمزج بين عصري المماليك والعثمانيين، والذي يخضع حاليًا لأعمال التطوير ضمن مشروع تجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية.
روى الباحث الأثري محمود مرزوق، ما تبقى عن سيرة الجارية المعتوقة «زينب»، التي عاشت لسنوات داخل قصر الأمير محمد بك الألفي، أكبر أمراء المماليك، وتميزت الفتاة الحسناء بجمال خُلقها وكذلك سيرتها الطيبة، وهو ما تسبب في نيلها حريتها، وزواجها من الشريف حمزة الخربوطلي، ومن ثم اقترن باسمها بـ«خاتون»، أي المرأة الشريفة.
بعد زواجها من حمزة الخربوطلي، انتقلت «زينب خاتون» للعيش برفقته في المنزل الذي ابتاعه ويقبع خلف المسجد الأزهر، والذي تعود ملكيته إلى شقراء هانم، حفيدة السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ومن ثم انتقلت الملكية فيما بعد إلى الأميرة زينب.
وصف تفصيلي قدمه الباحث الأثري لمنزل الجارية المعتوقة «زينب خاتون»، التي عاصرت فترات تاريخية مهمة، وبرز اسمها في القرن الـ19.
ولفت «مرزوق» إلى أهم ما يميز هذا المنزل العريق والشاهد على حقبة تاريخية مهمة، وهو وجود «غرفة الولادة»، والتي اقتصرت وظيفتها على الولادة فقط، حيث كانت تتوافر بداخلها الرعاية الطبية وقت وضع المرأة لجنينها.
وكانت تقيم المرأة بداخلها لمدة 40 يومًا بعد خضوعها لعملية الولادة، وذلك بنومها على سرير مخصص مرتفع قليلاً عن مستوى الأرض، ويجاورها مولودها في سريره الخاص، وطيلة هذه المدة غير مسموح بالخروج منها إلا للضرورة القصوى.