رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«آية» كفيفة شاركت في «العباقرة قادرون باختلاف» ووصلت للنهائيات: «حققت حلمي»

كتب: غادة شعبان -

04:30 م | الثلاثاء 10 يناير 2023

آية محمد

تتحسس الأشياء من حولها، تراها بقلبها وتتعرف عليها بإحساسها، منذ نعومة أظافرها لم تمنعها الإعاقة البصرية التي ولدت بها من السعي والاجتهاد وراء حلمها، فقط تعافر وتحاول إثبات ذاتها طوال الوقت، يدفعها الأمل إلى المواصلة والكفاح، حتى تفوقت على المبصرين في شتى الأمور وعملت وسطهم وشغلت أعلى المناصب، إلى أن وصلت إلى «العباقرة قادرون باختلاف»، ووصلت إلى المراحل الأخيرة منه، هذا هو حال الشابة العشرينية آية محمد، التي تخرجت في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس.

منذ التحاق آية محمد، ابنة محافظة الجيزة، بالمرحلة الابتدائية حتى بدأت في تعلم لغة «برايل» وأجادتها وأصبحت لسانها وأداتها في التعبير عن ذاتها في مختلف المراحل التعليمية، وروت قصتها وحكايتها مع اللغة التي أهلتها لسوق العمل والتعامل مع المبصرين كما لو كانت مثلهم خلال «الوطن» قائلة «ولدت كفيفة لأب وأم تجمعهم قرابة ليست من الدرجة الأولى، بدأت حياتي وتعاملي من داخل المدرسة، هناك تعلمت شتى الأمور حتى تفوقت على زملائي في الفصل، وحصلت على الترتيب الثاني على المدرسة في مرحلة الثانوية العامة، بمجموع عالٍ أهلني لدخول كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية».

تطويع موهبتها لخدمة الأطفال المكفوفين

تجيد الشابة العشرينية التحدث بأكثر من لغة، من بينها الإنجليزية والفرنسية، حاولت تطويع مهاراتها اللغوية في تعليم الأطفال المكفوفين تلك اللغات بالإضافة إلى لغة «برايل»، «بعد دخولي الجامعة كان الأمر مختلف في المذاكرة بخلاف الأعوام السابقة، إذ كان هناك صعوبة في الحصول على المادة العلمية وكتابتها وراء الأساتذة الجامعيين، ما جعل المهمة صعبة فكان الأمر من خلال الحصول عليها عبر الكمبيوتر ومن ثم طباعتها أو مذاكرتها من خلال البرامج الناطقة، لذا حاولت تيسير الأمر على الأطفال منذ الصغر حتى لا يتملكهم اليأس».

إصرار وتحدي وتفوق على المبصرين

تحدت «آية» المحيطين بها، وإثبات جدارتها بقوة داخل سوق العمل، وبرهنة أن المكفوفين وذوي القدرات الخاصة قادرين على التفوق مهما كلفهم الأمر بل تحدي المبصرين أيضا، «معظم الشركات لا تتقبل توظيف شخص من فاقدي البصر، يظنون بإنه لا يستطع إنجاز ما يقوم به المبصرين، مهما حاولنا إقناعهم بوجود برامج قارئه للشاشة تساعدنا على مواصلة العمل، يفتقرون للوعي الكاف للتعامل معنا، تملك اليأس مني في البداية لكن حاولت أخذ الدورات التدريبية لتطوير ذاتي وخلق فرص داخل بيئة العمل، واستطعت العمل في إحدى المؤسسات في قسم التطوير والتوظيف، لدعم ذوي الإعاقة للحصول على فرص عمل».

المشاركة في العباقرة«قادرون باختلاف»

لم يقف طموح الشابة الكفيفة عند ما حققته لكنها عزمت على المشاركة في البرنامج الأشهر في الوطن العربي لدعم القدرات العلمية «العباقرة» حتى وصلت لموسم «قادرون باختلاف»، والتي تعتبره أهم خطوات حياتها، «بدأت متابعة من الموسم الثاني وهو العباقرة مدارس، وبعد تخرجي في الجامعة كان بداية موسم فئة الجامعات، تمنيت المشاركة آنذاك، وحينما رأيت إعلان عن موسم قادرون باختلاف، قررت المشاركة ودخلت التصفيات ووصل فريقي لدور الـ8 والنهائيات، وحاليا أقوم بعمل الدراسات العليا في إدارة الأعمال في الكلية الملكية البريطانية».