استطاعت أن تحقق إنجازات رياضية و علمية غير مسبوقة لم تلتفت للإعاقة التي ظلت تعانى منها طوال سنوات عمرها، استطاعت أن تحفر اسمها بأحرف من نور، التحقت بالأكاديمية الدولية لعلوم وتكنولوجيا الرياضة بالنمسا، والتي توفر محاضرات بمقرها في مصر، درست برنامج المدرب الشخصي وهو البرنامج الموافق لمعايير السجل الأوروبي لمحترفي التمرين الرياضي (EREPS)، والمعتمد دوليًّا، وتم اعتمادها في سجل المحترفين، ومنحها شهادة المدرب الشخصي، لتصبح أول كفيفة في مصر تحصل على شهادة في هذا المجال.

 «سعدة مجاهد»، 25 عامًا، خريجة معهد قراءات وطالبة بالفرقة الثالثة بكلية آداب لغة عربية جامعة دمنهور، ولدت كفيفة لكنها تحدت الصعاب بمساندة أسرتها.

«سعدة»: الجلوكوما أفقدتني البصر

تروى سعدة تفاصيل قصة كفاحها لـ«الوطن»، قائلة: «شاء الله عزو وجل أن أكون كفيفة نتيجة الإصابة بالجلوكوما ودائماً ما كنت أعانى من نظرة المجتمع الذي يري أن الكفيف لن يستطيع فعل شيء وأنه لو وضع في مكان لن يحرك ساكنا، وبالفعل ربنا أخذ مني نعمة البصر لكن منحني نعمة البصيرة فقد استطاعت أن أحقق المستحيل بالدعم اللامحدود من والدتي التي استكملت معي المسيرة الشاقة بعد وفاة والدي، وكانت ولا زالت هي سندي».

«سعدة»: واجهت التنمر كثيرا

وتضيف قائلة: «أردت أن أعتمد على نفسي وانتقل بمفردي في مراحل تدريبي الرياضي و بالفعل تمكنت من التغلب على الصعاب رغم  التنمر، فكان ردي بالاعتماد على ربنا ثم نفسي وأهلي مش هيفضلوا عايشين لي كما أن زملائي في الجامعة كانوا داعمين لي».

وعن تفاصيل رحلتها الرياضية تقول «سعدة»: «بدأت رحلة الرياضة عام 2020 في نادي متحدي الإعاقة بدمنهور وتدربت على رفع الأثقال خلال 10 أشهر والتحقت ببطولة الجمهورية 13 نوفمبر من نفس العام لأحصل على المركز الثالث على مستوى الجمهورية ثم استكملت تدريبي و شاركت في بطولة الجمهورية 2021 في أبريل حصلت على المركز الرابع و انضممت للمنتخب».

«التحقت بالأكاديمية الدولية لعلوم وتكنولوجيا الرياضة، مقرها الأصلي النمسا، وتقدم محاضراتها داخل مصر، درست برنامج المدرب الشخصي وهو البرنامج الموافق لمعايير السجل الأوروبي لمحترفي التمرين الرياضي (EREPS)، والمعتمد دوليًّا وتم اعتمادي في سجل المحترفين، ومنحي شهادة المدرب الشخصي وهذا التدريب يشمل التدريب على رياضة التعامل مع مرضى السكري والضغط والسيدات الحوامل واللياقة البدنية وتمارين كارديو الهوائي والتغذية وحصلت على شهادة مدربة دولية كأول كفيفة مصرية تحصل على شهادة التدريب الدولية».

سعدة: أتحمل نفقات الدراسة

وتتحمل سعدة نفقات دراستها وتدريبها الرياضي بشكل كامل وتطمح في بدء مشروعها الشخصي للتدريب عن بعد، كما تسعى لتأسيس «ستديو لياقة بدنية»، خاص بها، تراعي في تجهيزه التعديلات المطلوبة ليكون المكان الأكثر أمانًا لممارسة الرياضة لذوي الإحتياجات الخاصة.