رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«سي سيد الحب».. أسرار من حياة إحسان عبد القدوس في ذكرى ميلاده

كتب: أمنية شريف -

05:09 م | الأحد 01 يناير 2023

الكاتب صحفي «إحسان عبد القدوس» وأبنائه

لكل شخص طريقة خاصة في الاحتفال بعيد ميلاده؛ لكن لإحسان عبد القدوس طابعا خاصا مثل فكره، فكان يحتفل به في نهاية كل عام بسبب أنه كان يريد أن الجميع يحتفل معه، وبالفعل كان يجتمع نجوم المجتمع المصري ويذهبون إليه قبل ذهابهم إلى سهراتهم في رأس السنة أو بعدها، قائلين له «كل سنة وأنت طيب يا سانو»، فعيد ميلاد الأديب الراحل كان مختلفًا دومًا وكان يربطه بأيام السنة.

احتفال الكاتب بعيد ميلاده وربطه برأس السنة

وفي ذكرى ميلاد الأديب الكبير، يحكي الكاتب الصحفي «مُحمد إحسان عبد القدوس»، لـ«الوطن»، عن ذكريات مولده وحياته داخل المنزل، فيقول «كان يحتفل أبي دومًا بذكرى مولده في نهاية كل عام وكان يتردد عليه الكثيرون عندما كنت أعيش معه، فكان من حسن حظي أنني تعرفت على المشهورين في مختلف المجالات خاصةً في الفن والصحافة والسياسة والأدب».

علاقته بأبنائه والذهاب للتنزة

ويستفيض الابن في ذكرياته عن والده، ويقول: «كانت إجازة والدي يوم الأحد فكانت تصطحبنا والدتنا عند جدتنا لقضاء يوم الإجازة معًا، ويأتي والدي على الغداء واستمر هذا الروتين الأسبوعي حتى توفيت جدتي عام 1958، فالكاتب «إحسان عبد القدوس» كان على علاقة وطيدة مع أبنائه مثل علاقته بوالده الذي كان دومًا الجندي الآمن في حياته كما ذُكر الكاتب الصحفي «إبراهيم عبد العزيز» في كتابه «إحسان عبد القدوس-سيرة أُخرى».

شخصية إحسان عبد القدوس «العباسية»

ويقول عن والده إحسان عبد القدوس: وصفته عمتي السيدة «آمال» رحمها الله بطريقة دقيقة حين قالت عنده شخصية «العباسية»، فكان يكتب بعقلية «روزاليوسف»، وهو تعبير صحيح ويعني أنه جمع بين الحسنيين الشخصية المحافظة والتحرر في دنيا العجائب، وهذا ليس تناقضا بل يجمع بينهما بالحب، فالبيئة العباسية التي نشأ فيها أبي بعد الطلاق المبكر الذي حدث بين أبيه وأمه كانت بيئة محافظة يديرها جده وتولت تربيته «نعمات هانم» عمته.

منزل يسوده «سي السيد» بالحب

وفي هذه النشأة رأى «سانو» المنزل تسوده عقلية «سي السيد» والمرأة تطيع فارتبط ذلك في وجدانه وعقله الباطن، و«روزاليوسف» كانت شخصية مختلفة تمامًا وكان يتردد عليها باستمرار فتأثر بها جدًا، «ولما تزوج من حبيبة العمر أمي أراد أن يكون «سي السيد» في منزله وتكون زوجته ترعاه، ولم يكن ذلك بإصدار الأوامر بل بالحب فوضعها تاج فوق رأسه وحرصت على راحته من هذا المنطلق، وكان يسميها «رئيسة مجلس إدارة المنزل»، وهي كانت المسئولة عن كل شيء فيه وكل ما يملكه من دخل يعطيه لها لتنفقه فيما يفيد الأسرة ويدر الأموال والثمرات، والحكمة التي كانت دومًا تقولها «المنزل مملكة المرأة» صحيح تمامًا وينطبق عليها»، بحسب قول محمد إحسان.

تعبيره عن الحب سابق عصره

ويستكمل الصحفي «مُحمد عبد القدوس» حديثه «كان أبي في مقالاته وقصصه يكتب بعقلية متحررة، فالحب هو السمة الغالبة عليه فهو يحب ما يفعله وقدم فيما يكتبه تفسير دقيق عن الحب بأنواعه المختلفة يسبق لها عصره، وللأسف فهم البعض نظرته للحب بطريقة خاطئة وظنوا أنه يتحدث فقط عن العلاقة بين الرجل والمرأة وهذا يدخل بالطبع في دنيا العجائب فتلك العاطفة النبيلة شملت كل حياته رحمة الله عليه».

وصية «إحسان» للصحفي الناجح

وتابع: وكان سر نجاحُه الصحفي الكبير هو حبه لكل من يعملون معه فقد تولى رئاسة «روزاليوسف» لسنوات وأوصلها إلى القمة وكذلك فعل في «أخبار اليوم» ولأول مرة في تاريخ الصحافة على المستوى العربي والإفريقي والشرق الأوسط كله كسر التوزيع حاجز المليون نسخة، ولم تكن هذه عبقرية بل حبه لزملائه وكل واحد منهم بمثابة ابن أو زميل عزيز يعرف كيف يخرج موهبته ويحسن إستثماره فلم يكن أبدًا مجرد رئيس تقليدي، وهذا يتوافق مع مقولته «إنما الصحافة الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقها ذهبت».