مشاعر رومانسية تغمرها التلقائية والعفوية، ظهرا بهما أمام العالم خلال الاحتفال بفوز الأرجنتين بكأس العالم في مونديال 2022، دليلًا عن مدى الحب الذي يجمع بين ميسي وزوجته أنتونيلا، ودعمها المتواصل له.

الصحف العالمية وصفتها بأنها «تميمة حظه» داخل الملاعب، خاصة بعد ركضه نحوها مع كل هدف يسجله بالمباراة الحاسمة، وكأنه طفلًا يجري على سر دعمه وسعادته، تاركًا أصوات هتافات آلاف الجماهير خلفه وكأنه لم ير سواها فقط في المدرجات، حتى يقرر التقاط الصور العفوية لها وهي تحمل كأس العالم بين يديها وتقبله احتفالًا معه بالفوز التاريخي، وكأنهما حققا حلمًا انتظراه سويًا لأعوام طويلة.

قصة حب بدأت من الطفولة 

في مدينة روزاريو الأرجنتينية بدأت العلاقة بين ميسي وأنتونيلا قبل أكثر من 20 عامًا، حيث كانا مجرد أطفال، يعيشان حياة بسيطة داخل أحد الأحياء وتجمعهما علاقة الحيرة والصداقة بين عائلاتهما، لكن علاقتهما بدأت فعليًا ببعضهما البعض بفضل لوكاس سكاليا، وهو ابن عم «أنتونيلا»، إذ كان يمارس لعب كرة القدم داخل نادي يعرف باسم Newell's Old Boys مع صديقه ميسي.

وجاءت بداية التعارف بين عائلتي ميسي وأنتونيلا بعدما دعاه نجل عمها «لوكاس» في إحدى المرات لقضاء عطلة الصيف مع أسرته، وسرعان ما وقع الثنائي في حب بعضهما البعض وهما في سن التاسعة، إذ أنهما اعتادا اللعب في الشوارع مع أصدقائهم، مثل العديد من الأطفال الآخرين في سنهما.

مرض ميسي وحزن أنتونيلا 

عندما بلغ ميسي الـ11 من العمر، جرى تشخيصه باضطراب هرمون النمو، الأمر الذي عرض حلمه بشأن أن يكون لاعب كرة محترف لخطر كبير، وسرعان ما بذل والده، خورخي ميسي، كل ما في وسعه للحصول على توقيع فريق ابنه الذي كان يلعب به كرة القدم للتكفل بمصاريف علاجه الطبي.

بعد تشخيصه بالمرض النادر غادر ليونيل ميسي بلاده متوجهًا إلى إسبانيا حتى يقضي فترة علاجه، بالاتفاق مع ناديه «Blaugrana» الذي كان يلعب لصالحه حينها، وتم التكفل بنفقات علاجه.

ومع نجاح علاج ميسي في وقت مبكر، حصل على مكانة مميزة في النادي، وسرعان ما نما ليصبح أحد أكثر الشخصيات رمزية بداخله، ومع مرور السنوات حٌفر اسمه في عالم كرة القدم.

ومع ذلك، لم يسعه إلا التفكير في حبيبته أنتونيلا التي كانت ما تزال في روزاريو تدرس طب الأسنان، لكنها واجهت خبرًا وفاة صديقتها المقربة في حادث سير، ما سبب لها صدمة نفسية، لكنه كان سببًا في عودة ميسي إليها مرة أخرى، حيث قام الأخير بحجز رحلة إلى الأرجنتين بمجرد سماعه الخبر، ومن ثم سرعان ما عادت علاقتهما سويًا، وخطط لمستقبلهما سويا، ما دفع أنتونيلا لترك حياتها القديمة من أجل الانتقال إلى إسبانيا والعيش مع ميسي.

انتقال أنتونيلا مع ميسي إلى برشلونة

بعد ذلك انتقلت أنتونيلا إلى منزل ميسي في حي كاستيلديفيلس، بمدينة برشلونة الإسبانية، وهنا بدأت حياتهم كزوجين، وفي يونيو عام 2012، أعلنا أنهما كانا ينتظران قدوم طفلهما الأول «تياجو»، حسب صحيفة «ديلي ستار» البريطانية.

وفي 11 سبتمبر من عام 2015، ولد الابن الثاني لهما وهو «ماتيو» وبعد مرور 3 أعوام جاء الثالث وهو «سيرو».

زواج ميسي وأنتونيلا رسميًا 

في 30 يونيو 2017 احتفل ميسي وأنتونيلا بزواجهما رسميًا، وأقاما حفل زفاف مميز وبسيط في مسقط رأسهما روزاريو، وحضره أكثر من 260 ضيفًا، كان من بينهم نجوم كرة القدم، داني ألفيس، وجيرارد بيكيه، ونيمار، وسيرجيو أجويرو، وصامويل إيتو، وكارليس بويول، وتشافي هيرنانديز، وغيرهم.

وفي حفل الزفاف ارتدت أنتونيلا فستان زفاف من توقيع ماركة الأزياء الشهيرة «روزا كلارا»، فيما ارتدى ميسي بدلة زفافه من تصميم ماركة الأزياء العالمية «Dolce & Gabbana».

دعم أنتونيلا لـ ميسي داخل الملاعب 

الآن، للزوجين انتصار عظيم آخر للاحتفال به، حيث فاز La Pulga بكأس العالم الثالثة للأرجنتين في قطر 2022.

بالنسبة لميسي، هذه هي كأس العالم الخامسة له، لأكثر من 15 عامًا، شجعه أنطونيلا من ألمانيا في 2006، وجنوب إفريقيا في 2010، والبرازيل في 2014، وروسيا في 2018، والآن لقطر 2022، ما جعلها وأمة بأكملها متحمسة وفخورة عندما أصبحت أفضل لاعب في كأس العالم.

إلى جانب قصة حبهما القوية والتي استمرت على مدار أعوام طويلة حتى اليوم، فقد حرصت أنتونيلا على دعم زوجها داخل الملاعب المختلفة، واعتادت على أن تكون بين جماهيره داخل المدرجات في العشرات من المباريات المهمة والحاسمة له، والتي جاء آخرها مباريات الأرجنتين بكأس العالم 2022، وتواجدها المستمر معه في قطر، بدءًا من أول أيام البطولة وحتى انتهائها بالفوز الساحق.