رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد عام من إصابتها بالصلع.. انهيار «روان» ضحية الكوافير: «حقي ضاع وحياتى اتدمرت»

كتب: روان مسعد -

06:58 م | الخميس 22 ديسمبر 2022

والدة روان ضحية الكوافير

أصبحت هزيلة، منحنية، حزينة ومريضة، لا تقوى على الخروج ومواجهة الحياة، دموعها عنوان احتفالاتها بالمناسبات المختلفة، حولت بيتها إلى سجن ترفض الخروج منه، رافضة أن تنظر للمرآة لتقابل شخصيتها الجديدة دون شعرها، الذي ميزها وكان تاجها طوال السنين الماضية، الطفلة روان ضحية الكوافير من مدينة المنصورة كما عرفت إعلاميًا، حالها أسوأ من ذي قبل، فبعد عام من الحادثة، سقط شعرها تمامًا عن رأسها وتعرضت لحرق وعجز وموت في بصيلات الشعر أدى إلى تلفه بشكل كلي، ووالدتها ما زالت منهارة وهي تروي تفاصيل جديدة عن حالتها في تصريحات خاصة لـ«هن».

حالة الطفلة روان بعد عام من الحادثة 

تصف والدة الطفلة روان الوضع بأنه دوامة، شعر الطفلة التي أتمت عامها الـ17 منذ يومين، سيئ للغاية ولا ينمو من جديد، ولا يلبث أن يسقط حتى ينمو من جديد، وهكذا حتى تدمرت تمامًا نفسيتها، بحسب حديث والدتها «هالة»: «الناس طلعوا عليها إشاعات إن عندها سرطان، والمجرمة اللي عملت كده مختفية تمامًا، أنا عايزة حق بنتي».

تُعالج الطفة روان عند طبيبة نفسية بسبب الحالة التي وصلت إليها، إلا أنه لا يوجد تحسن ملموس: «بنتي كانت بتموت مني، في عيد ميلادها بتقولي كان نفسي أقف أدام المراية، شالت التسريحة من أوضتها، ولما نكلمها بتصرخ وتزعق، بتاكل ضوافرها وبترتعش، نفسيتها اتدمرت وقالت محدش اتعاقب، بنتي نور عيني جالها ضغط يعلى وينزل، والدكتورة تقول بسبب الضغط العصبي».

كانت الطفلة روان تتمتع بشعر رائع طويل وكثيف قوامه سميك، يحسدها عليه صديقاتها الفتيات ولكن حالها تحول، لدرجة جعلتها لا تريد استخدام المرايا، وضع 4 مواد كيميائية على الشعر بحسب تقرير الطب الشرعي أدى إلى نتائج كارثية، في حين لم تعترف الفتاة التي تعمل لدى الكوافير سوى بأنها وضعت للطفلة «سيروم»، ثم استخدمت مكواة 750 وات، وهو عكس ما أثبته الطب الشرعي، ما جعل الفتاة تريد «آلة زمن»، لتعود بها من جديد إلى ما قبل الحادثة، وتتراجع عن قرارها بعمل شعرها لدى الكوافير في هذا اليوم قبل عام من الآن.

جينات شعر الفتاة جيدة للغاية، فكان بطبيعته ملمسه ناعمًا، ولكن «روان» فتاة في عمر المراهقة تحب عمل تسريحات جديدة لدى الكوافير ما جعلها تذهب في هذا اليوم، وتقول والدتها‘نها تريد الذهاب للكوافير: «حتى أخوها شعره حلو، ولما حاولنا نحتفل بيها في عيد ميلادها مرضيتش أبدًا تحتفل، وأخوها صورها وهي منهارة من العياط، خلاص هي حياتها وقفت واتدمرت والناس فاكرينها مريضة».

تنمر في المدرسة ومضايقات مستمرة

فحمت الشعر وأسقطته وجعلت فروة الرأس مكرمشة ومحروقة ومتآكلة، وشعرها لم يعد موجودًا، جراء استخدام المواد الكيميائية، الشعر يتساقط وينمو ويتساقط من جديد، وزميلاتها في المدرسة عرفوا بالأمر فكان التنمر بها هو مصيرها ووصفها بأنها مريضة و«قرعة»، ووصلت المضايقات إلى محاولات خلع الحجاب عن رأسها: «بسبب المضايقات، المديرة نفسها قالت ليا إنها متجيش المدرسة، وهي بطلت تروح، نفسيتها مش متحملة أن هي تروح المدرسة، حياتها كلها وقفت عند حادثة شعرها».

ذكر تقرير الطب الشرعي، أن المواد المستخدمة على شعر روان يمكن أن تؤدي للوفاة، ووالدتها منهارة تمامًا وتتمنى علاج ابنتها: «دي مواد كيماوية غير مصرح بيها في مصر والعالم، بنتي اتبهدلت وكل ما أروح لدكتور يقولي خلاص البصيلة عجزت وماتت والمواد لما تلمس الجلد تعمل تشوه، أنا نفسي بنتي تتعالج، بنتي بقت بره الدنيا».

تستعين الطفلة بمهدئات كتبتها لها الطبيبة النفسية كي تحاول الاستمرار مع تلك الحالة الصعبة، ولا تنام إلا بها: «روان بتموت كل يوم عشان شعرها وعملت بلوك لكل أصحابها، ولما بتشوف بنت بشعرها بتبقى هتموت، أنا كنت مرمية شهور عشان أولدها، أنا مريضة قلب كنت بموت عشان حملها جه بعد 10 سنين من خلفة الولد، كان نفسي في بنت تكون حلم عمري وفرحة عيني وعوضي لما بتكبر، وكنت بحمد ربنا ألف مرة كل يوم، ودلوقتي بتموت مني».

العزلة وقهرة القلب هما أكثر ما يعبر عنه حال «روان» حاليًا، حتى عملية زراعة الشعر غير مجدية، إذ يجب أن تتم خلال سن 20 عامًا لأنها في مرحلة النمو، بالإضافة إلى أن بصيلات الشعر لديها غير مستقرة كي تتمكن من عمل زراعة الشعر، كل الأبواب أُغلقت في وجه الأم الملكومة، ووصل بها الحال إلى حلق شعرها كل مرة ينمو فيها كي تكون مثل ابنتها، ولكن في النهاية هي كل ما تبقى لـ«روان» بعد سنة كاملة من العذاب والمعاناة جراء خطأ من كوافير: «روان بتحب الحيوانات جدًا وكان نفسها تطلع دكتورة بيطرية، كل أحلامها ماتت، حتى الدكتورة النفسية مش عاملة معاها حاجة، أكتر نعمة بتحلي أي بنت راحت من عند روان تاجها شعرها راح، بقت موطية راسها وحزينة ومعزولة ومش بتواجه الحياة ولا بتعيشها».