كتب: أمنية شريف -
07:46 ص | الأحد 27 نوفمبر 2022
«هبة رحمي سالم» وُلدت بضمور في العصب البصري وهو واحد من الأمراض الصعبة إذ أنه عبارة عن تنكس لمحور العصب وموت في العصب البصري المسؤول عن البصر، ولكنها كان لها من حروف اسمها نصيب وافر فاسمها يتحدث عن شخصيتها فهي هبة أُرسلت من الله لتعلم الجميع أنه بالإرادة والعزيمة لا يوجد مستحيل، ولتصبح مثال يُحتذى به في بالإصرار والكفاح، إذ أكدت أنه لا يوجد إعاقة تمنع من الحياة.
في محافظة قنا كانت تحاول «هبة» كل يوم أن تتعامل مع إعاقتها بشكل طبيعي إذ لا تعطي لها فرصة أن تؤثر عليها، وقالت «هبة» في حديثها لـ«هُن»: «دخلت مدرسة النور للمكفوفين بمحافظتي وواجهتني صعوبات كثيرة بالفعل ولكن مع الأمل وإرادة الله سبحانه وتعالى الذين كانوا يتبعوني في خطواتي أصبح لدي القدرة والإصرار على التعلم»، فظلت مصممة على تحصيل التعلم بالطريقة السليمة إذ أنه كان أملها الدائم أن تتعلم لكي تثبت للجميع إنه لا نقص ولا آفة بها.
وصلت «هبة» إلى المرحلة الثانوية فدخلت الثانوية العامة ورتبت العاشر على الجمهورية للمكفوفين، إذ حصلت على مجموع 93% ودخلت كلية الألسن بمحافظة الأقصر قسم ألماني، ولكن لأن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة تعاني «هبة» من الصعوبة لعدم توافر «برايل» ألماني يمكنها من مذاكرة المواد الدراسية فتحتاج لأحد يقرأ لها ولكن أصدقاءها حاولوا مساعدتها دومًا.
ولاقت الفتاة العشرينية الكثير من المشاكل في عدم توافر محتوى برايل فكانت تواجه صعوبة في الاندماج داخل المجتمع، ولكنها حاولت بجهود وفيرة ألا تتأخر عن مساعدة نفسها والمكفوفين وتوفير لهم العديد من الأشياء التي تساعدهم، فقامت بعمل أول منيو خاص بالمطاعم بطريقة «برايل» للمكفوفين حتى لا يحتاجون لأحد، وبالفعل انتشر المنيو الخاص بالمكفوفين في مطاعم محافظة قنا، وبعد ذلك عملت منيو آخر في محافظة كليتها بالأقصر، وقامت بعمل كوتشينة أيضًا بطريقة البرايل.
قالت «هبة» لـ«هُن» إنها كانت تتلقى الكثير من الانتقادات، فقالت معبرة «خلال فترة كورونا حاولت أن أقرب المسافة بيني وبين الناس لأنهم كانوا يجعلوني أشعر ببُعد المسافة والفارق الكبير بيننا، ولكي يعلموا أننا مثل كل البشر» حتى جاءت لها أفكار بتعليم الناس عن المكفوفين أكثر لتعبر عن نفسها وتصحح المفاهيم وطريقة التعامل وجاءت لها أول فكرة بعمل أول فيديو بفكرة «كيف يتسوق المكفوفون» موجه لأصحاب المتاجر والمشتغلين بها حتى يصلوا للطريقة المناسبة للتواصل ويقدموا المساعدة بطريقة صحيحة للكفيف.
تابعت «هبة» حديثها: «حصلت على ردود أفعال إيجابية كثيرة وتعليقات جميلة أثرت ما في نفسي من فرح بمساعدة الناس لأن الناس أصبح لديهم وعي، وكل شخص لديه شخص كفيف يعرفه أصبح يريد أن يساعده بشكل أكبر»، وتحاول هبة دومًا مساعدة كل الناس في الاستشارات الخاصة بالمكفوفين، بالإضافة إلى أنها تشارك في العديد من الأعمال التطوعية والأنشطة الخيرية، وستوسع نشاطها لإطلاق سلسلة من الفيديوهات خاصة بالمكفوفين.
وعن أحلام «هبة» تشير الفتاة إلى أنها ترجو أن يتم توفير الأدوية والأدوات مكتوبة بطريقة برايل، وحلمها أن تكون عارضة أزياء كبيرة لحبها للفساتين، وقدمت نصيحة لكل فتاة بأن تسعى وتحاول، وأن الإعاقة الحقيقة في أن يرى الإنسان نفسه عاجزا عن الفكر والتطور، فيجب أن تخلق من نفسك معجزة وإن تعثرتِ فبإرادة الله تكن ما تريده.