رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«الشيف الكفيف».. «مصطفى» فقد بصره بحادث فنافس زوجته في «أكل البيت»

كتب: آية المليجى -

10:06 م | الثلاثاء 24 أغسطس 2021

مصطفى وأسرته

جمعهما الحب ولا شيء غيره يمكنه أن يفرق بينهما، رغم الظروف التي قلبت حياته رأسًا على عقب فإن وجودها بجواره هون عليه الكثير من الصعاب، فقد «مصطفى» بصره في حادث مفاجئ، اسودت الحياة من حوله لكن الحب الذي لامسه من زوجته «جهاد» كان كفيلًا ليضيء الحياة من حوله، دعمته بقوة وتقبلت ظروفه دون ملل أو كلل، منحته القوة والثقة بنفسه، ليشاركها في أمور المنزل ويحسن من إعداد الوجبات الشهية كما لو كان المبصر الذي ينافسها بروح «الشيف».

كانت حياة مصطفى صبحي، الرجل الثلاثيني، تسير في إطارها الطبيعي، فهو الموسيقي عازف «البيانو والأورج» الذي عمل في الفرق الموسيقية لبعض المطربين، وقبل قرابة الـ6 أعوام، وفي يوم لا يختلف روتينه عن باقي الأيام، كان الرجل الثلاثيني، مستقلا سيارته في طريق العودة لمنزله، الواقع بأحد شوارع منطقة الهرم، ودون سابق إنذار، اصطدمت سيارة أخرى بسيارته، المشهد الأخير الذي أحاط بـ«مصطفى».

حادث موت لاحق مصطفى وأفقده بصره

إصابات متفرقة وخطيرة لاحقت بالرجل الثلاثيني، الذي أصيب بكسر في الجمجمة ونزيف داخلي في المخ وآخر في الرئة فضلًا عن كسور متفرقة في أنحاء جسده، «حادث موت»، أدخل «مصطفى» في العناية المركزة طيلة شهرين، بينما ظلت أسرته، تستغيث بالدعاء له حتى وقعت المعجزة الإلهية وتحققت النجاة وكتبت له الحياة من جديد، لكنه عاد فاقدًا للبصر دون أمل «الدكاترة قالولي روح خلاص»، فبحسب حديثه لـ«هن»، فالعصب البصري لديه أصيب بالخمول.  

عاد «مصطفى» لمنزله مرة أخرى، بإحساس مختلف لم يذقه من قبل، فالسواد فقط يحيط بما حوله، لكن إحساس الرضا الذي تغلف به والدعم الذي وجده من زوجته وأبنائه، فوقتها كان والد لطفلين فقط، «ربنا كان منزل عليا صبر غريب، كنت متقبل وضعي».

إرداة مصطفى تضيء الحياة من جديد: حاسس إني طبيعي

التأقلم والإرادة وحدهما كان دافعًا قويًا داخل «مصطفى» لتقبل وضعه الجديد، فبدأ يتحسس ما حوله بدقة شديدة حتى حفظ ترتيب الأماكن عن ظهر قلب «بقيت حاسس إني طبيعي»، صار الرجل الثلاثيني يدرب نفسه على السير بمفرده داخل المنزل دون أن يصطدم بشيء، لكن بقي «المطبخ» هو المكان الأقرب لقلبه.

منذ شبابه، ويهوى «مصطفى» تحضير الأكلات بطريقة الفنادق، الموهبة التي تميز بها، ومع وقت فراغه الطويل خاصة بعدما ترك عمله بالموسيقى، أصبح يتردد على المطبخ مرة أخرى، «النظام» أكثر ما احتاجه الزوج الكفيف لمساعدته في معرفة مواضع الأشياء بمطبخه، وبالتدريج ومساعدة زوجته قليلاً بدأ في إعداد الوجبات.

اتعلمت الأكلات وأعكف على تحضير عزومات كاملة

أتقن «مصطفى» تحضير الوجبات، كما لو كان مبصرًا، لينافس زوجته في تحضير ما يشتهيه الأبناء من أكلات مختلفة، ففي وقت العزومات يتحول للشيف الماهر في إعدادها بالكامل، خاصة في وجبات الأسماك «لو في عزومة هي بتساعدني بس، هي دايمًا تقولي أن نفسي أحلى».

تلتقط الزوجة «جهاد فرج» الحديث، وتمدح بالفعل، في أكلات زوجها، فمنذ دخوله المطبخ ولم ترغب في تناول «السي فود» و«الرز بلبن» سوى من يديه: «ربنا رزقني به، وهو عوض ربنا ليا، وحقيقي أنا اللي دايمًا بتعلم منه في المطبخ»، بحسب حديثها لـ«هن».

رجعت تاني اشتغل «موسيقي» لكن كورونا أوقفتني

حياة «مصطفى» لم تقتصر سوى على المطبخ فقط، ليعاود من جديد العزف على «الأورج»، والتعاون مع المطربين، لكن لانتشار فيروس كورونا، التزم منزله مرة أخرى خوفًا من الإصابة ونقلها لأبنائه، خاصة بعدما رزقه الله بطفل ثالث، لكن حبه للحياة والعمل جعله يفتتح محل أسفل منزله خاصة بالمنظفات ومستحضرات التجميل، مصدر رزق لأسرته، وتقسيم العمل بينه وبين زوجته على فترات مختلفة. 

ما زال الرجل الثلاثيني يحلم بالكثير في حياته، لكن معوقات كثيرة يقابلها نظرًا لبعض الظروف المادية التي تعترضه، فهو يرغب في الحصول على منزل من وزارة الإسكان في منطقة جيدة، وزيادة الدخل الخاص به فهو يحصل على معاش «تكافل وكرامة» لم يتجاوز الـ445 جنيه «ربنا رزقني بزوجة وأولاد صالحين، ونفسي أضمن مستقبلهم طول العمر».