رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

استقبلت خبر وفاته مرتين وماتت قبله.. حب «نادية ومحمد» هزم الحرب والزمن «صور»

كتب: آية المليجى -

05:37 م | الجمعة 20 أغسطس 2021

الزوجان «نادية» و«محمد» وابنتهما

الفرحة وحدها كانت الحالة المسيطرة وقتها على مصر بأكملها، بعدما أعاد الجيش المصري العزة والكرامة بنصر أكتوبر المجيد لعام 1973، وفي قرية صغيرة داخل محافظة الشرقية، تضاعفت الفرحة، فالفتاة نادية يوسف كانت على موعد مع حبيبها البطل، تنتظر مجيئه من الحرب لإتمام زفافهما، لكن طال انتظاره حتى أشاع البعض نبأ استشهاده، الخبر الذي ظلت تكذبه الصغيرة بمشاعرها على مدار شهور طويلة، حتى تحققت المعجزة وعاد حبيبها من «فترة التيه». 

قصة حب شهدتها محافظة الشرقية، بدأت من النظرات المتبادلة بين أبناء الجيران، أحاديث قليلة وتولد الحب بينهما، تعاهدا على السير معًا وإتمام حبهما بالزواج، تحديا رفض الأسرتين، فالعروس تكبر العريس بعامين، لكن الحب لا يعرف الحواجز «بابا هاجر مع أسرته من بورسعيد وقت النكسة.. وراح مع أسرته الشرقية واستقروا هناك»، بحسب حديث الابنة لـ«هن».

نادية ارتدت فستان الفرح.. والعريس في حرب الكرامة

تحديات كثيرة واجهها الحبيبان «محمد» و«نادية» حتى أقنعا الأسرتين بالموافقة، وتمت الخطبة، وقتها كانت حرب الاستنزاف ما زالت قائمة، ولا يدري الجميع موعد الحرب، ودّع الجندي العشريني حبيبته، وذهب لأرض سيناء، ظنًا أنه سوف يحصل على إجازة الزفاف ويعود مسرعًا، لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب، وقامت حرب الكرامة.

وضعت «نادية» لمسات الفرح الأخيرة وأجرت البروفات الأخيرة لفستان الزفاف، فمشاعر الفرحة لا توصف، لكن ظل القلق ينتابها من وقت لآخر، خاصة مع عودة أبطال محافظة الشرقية، وظل حبيبها غائبًا حتى انقطعت أخباره، تمسكت العروس بأمل العودة من جديد، بينما الجميع ظل يردد أنه استشهد.

مرت الأشهر دون خبر يفرح قلبها، بينما وضعت «نادية» فستان الزفاف أمامها، أبت أن يدخل الدولاب مرة أخرى، فهي على يقين أن حبيبها سيعود، تحققت المعجزة وعاد الحبيب بعدما ضل الطريق في الصحراء، وظل غائبًا لأشهر يبحث عن طريق العودة «بابا كان من اللي عبروا الضفة التانية لقناة السويس.. وفضل تايه في الصحرا شهور طويلة». 

عاد الجندي البطل والجميع في ذهول، ورغم تغير ملامحه بسبب حرارة الشمس إلا أن «نادية» عرفته بنور قلبهاالذي تراقص فرحا برؤيته، فقد تحقق حلمها «بابا لما رجع كان لونه بقى أسمر أوي.. وده عشان الشمس، بس هي عرفته وفرحت جدًا» وأقيم زفاف العروسين.

الابنة الأولى: سموني منى عشان دي كلمة السر بينهم

احتفل العروسان بزفافهما، في عام النصر، وزادت الفرحة بمجيء الابنة الأولى «منى»، التي قالت خلال حديثها لـ«هن»: «اختاروا إنهم يسموني منى.. عشان لما ماما كانت بتكلم بابا من ورا الأهل كانت بتقول عليه منى.. فده كان اسم بينهم».

مواقف من الحب لا تعد ولا تحصى عاشتها «منى» مع والديها، خاصة بعد بمجيء باقي أشقائها، لكن يبقى أبرزها، المشهد الأصعب الذي تلقت فيه الزوجة خبرًا كاذبًا بوفاة الزوج «في سنة 1980.. بابا عمل حادثة والقطر داس عليه.. والناس قالولها جوزك مات.. كانت الصدمة بجد.. لكن الحمدلله طلع عايش بس فضل عنده كسور في الحوض وبيمشي على عكاز».

ظلت الابنة شاهدة على الوفاء بين والديها، خاصة في فترة مرضهما، فالأم التي أصبحت عكازًا يتسند عليه الزوج، وهو الآخر الذي ظل ينفق ما لديه من أموال حتى يعالج حبيبته من مرض القلب «فضل يصرف عليها لغاية آخر مليم»، لكن توفيت الزوجة في العام 1996، وأصبح الحزن ملازمًا للزوج الوفي.

وفاء الزوج بعد وفاة حبيبته: زيارة المقابر بصفة مستمرة

«ماما لما اتوفت كان عندي 18 سنة.. وإخواتي لسة صغيرين» ورغم صغر سن «منى» إلا أنها ما زالت تتذكر حالة الحزن التي أصابت والدها، ورفضه التام الزواج مرة أخرى، لكن حالته الصحية وصغر عمر أبنائه أسباب دفعته للزواج من أخرى تساعده، لكنها لم تنسِه الحب الأول في حياته.

ورغم زواج الرجل الستيني مرة أخرى، إلا أن حبه لزوجته الأولى ظل كبيرًا في قلبه «بابا فضل يحب ماما حتى بعد ما اتجوز.. ولما خلف بنت سماها على اسمها نادية.. دايمًا يروح يزورها في قبرها.. ومن كتر كلامه عنها مرات بابا حبتها.. وعمره ما نسيها ولا إحنا نسيناها حتى بعد ما اتجوزنا».