رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حقائق صادمة من التشرد لـ«الاعتداء».. كيف يؤثر التغير المناخي على النساء؟

كتب: آية أشرف -

04:15 م | الإثنين 07 نوفمبر 2022

المرأة والتغيرات المناخية- تعبيرية

مواجهة المرأة للتغيرات المناخية واحد من أكبر التحديات التي تواجه السيدات في مختلف دول العالم، وعلى رأسها المناطق الإفريقية الأكثر فقرًا، التي تشغل فيها السيدات دور المزارعات وأصحاب المهن الشاقة، حيث يواجهن حتى صعوبة في الحصول على التعليم أو الصحة.

العاملات في قطاع الزراعة يواجهن العديد من التهديدات

قصة مأساوية ترويها الطفلة «إزميرالدا» البالغة من العمر 15 عامًا خلال حلقة نقاش عبر عدسة حقوق الإنسان، وهي طفلة من بيرو ومندوبة وطنية للحركة الوطنية للأطفال والمراهقين العاملين المنظمين في بيرو، وعائلتها من المزارعين الذين اعتادوا التعايش مع آثار تغير المناخ يوميًا، مؤكدة إن التغير المناخي آثر على الإنتاج الزراعي، بما دفع النساء للكد والكدح من أجل الحصول على المال والموارد، حتى تحول الأمر لتعرض السيدات للخطر والعنف.

قالت الطفلة: «لم تعد الزراعة الأسرية كما كانت عليه، انخفض مستوى إنتاجنا وتم استبداله بشركات كبيرة تستخدم الأسمدة السامة، وتسبب تغير المناخ بالصقيع والتغيرات الجذرية الأخرى في درجات الحرارة، كما إن ندرة مياه الشرب أجبرت السيدات على البحث عن المياه في الأنهر أو في أعماق الغابات، ما يزيد من خطر تعرضهن للعنف والاعتداء، وتم فقدان العديد من النساء والفتيات في هذا السياق». 

وحديث الطفلة «إزميرالدا» ليس بالجديد، فوفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة، تشكل النساء والفتيات أكثر من 40 في المائة من القوة العاملة في قطاع الزراعة، وهن مسؤولات عن إنتاج كمية تتراوح بين 60 و80 في المائة من المنتجات الغذائية.

80% من المشردين بسبب تغير المناخ هم من النساء

أرقام قد تبدو صادمة، توصل إليها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، في يوليو الماضي، تشير إلى أن 80 % من المشردين بسبب تغير المناخ هن من النساء، ما يجعلهن أكثر عرضة للعنف، بحسب ما أكدته «ميشيل باشيليت» مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، عبر الموقع الرسمي، قائلة: «بينما تنام النساء أو يستحممن أو يرتدين الملابس في المآوي أو الخيام أو المخيمات، يتحول خطر تعرضهن للعنف إلى واقع مأساوي في حياتهن كمهاجرات أو لاجئات، حتى غنها تُجبر على كافة أشكال  الإتجار بالبشر وزواج الأطفال والزواج المبكر والقسري، الذي تتحمله النساء والفتيات المتنقلات». 

ما هو الترابط بين تغير المناخ والعنف ضد النساء والفتيات

وحول الترابط بين تغير المناخ والعنف ضد النساء والفتيات، شاركت «باشيليت» في حلقة نقاش عبر عدسة حقوق الإنسان، انعقدت ضمن إطار الدورة الـ50 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف بسويسرا، للوصول إلى تلك النتائج.

إذ أعلنت أن المدافعات عن حقوق الإنسان البيئية اللاتي يعملن لحماية الأرض والمياه والطبيعة والمجتمعات المحلية يعرضن حياتهن للخطر، إذ يتم تجريمهن وتهديدهن ووصمهن بالعار وهنّ أكثر عرضة للعنف، بل للقتل في الكثير من الأحيان.

مأضافت: «تم توثيق حوالى 1,698 حالة عنف ضد المدافعات عن حقوق الإنسان في المكسيك وأميركا الوسطى بين العامين 2016 و2019».

كيف يمكن حماية النساء والفتيات من العنف؟

وقدمت ميشيل باشيليت، في النهاية عدة توصيات حول كيفية منع العنف ضد النساء والفتيات الناتج عن تغير المناخ والقضاء عليه، موضحة أن الدول بحاجة إلى تمكين المرأة من أجل التأهب للكوارث وتوفير وسائل بديلة لكسب العيش عندما تواجه أزمة مناخية.

كما شددت على أنه ينبغي لجميع لدول أن تحاسب الجناة وأن تتخذ خطوات عاجلة لفرض احترام النساء والفتيات وحمايتهن.

ونصحت بضرورة مشاركة المرأة مشاركة كاملة ومتساوية في قضايا المناخ وأن تنخرط في قيادتها، قائلة: «نحن بحاجة إلى أصواتهن وقيادتهن كي يوجّهننا نحو الطريق الصحيح».