كتب: غادة شعبان -
11:16 م | الخميس 20 أكتوبر 2022
بحجاب تقليدي وقبعة وبالطو التخرج، وقفت الفلسطينية «أم سهيل»، في منتصف الثمانينيات، تتسلم شهادة تخرجها الجامعي في كلية العلوم الشرعية بمدينة المناصرة، لتثبت أن العمر مجرد رقم، وأن الكفاح والتصميم على التفوق لا يعرف المستحيل، فقط تحلت بالصبر وقررت تحقيق حلمها، بعد العراقيل التي حالت تحقيقه بعمر الشباب.
السيدة الفلسطينية جهاد بطو، المعروفة باسم «أم سهيل» وسط أسرتها والمحيطين بها، انقطعت عن التعليم لعقود متتالية، لكن شغفها وإرادتها في تحقيق ذاتها لم ينقطع ابدًا، إذ أخذتها دوامة الحياة والزواج وإنجاب 7 أطفال عن هدفها، فكان آخر صف دراسي انتظمت به هو الصف الرابع الابتدائي، بعمر الـ12 عاما، حتى حال مرض والدتها في استكمال نجاحها.
حققت الثمانينية الفلسطينية هدفها في أبنائها، إذ سعت في تفوقهم الدراسي وكانت تدرس معهم المناهج الدراسية مرحلة تلو الآخرى، وحصلت على دورات تعليمية في مختلف اللغات والرياضيات، ولم تنس أيضًا حفظ وختم آيات القرآن الكريم الذي بدأته في عامها الـ73، وختمته بعد 3 أعوام.
ربما لم تسر حياة السيدة الفلسطينية «أم سهيل» على وتيرة واحدة، إذ اختبرتها الظروف مرة أخرى، بوفاة زوجها وسندها، لتعكف على تربية الأبناء من خلال العمل بمهنة الخياطة، وأوصلتهم إلى بر الآمان وأعلى المراتب العلمية، وفق «البيان الإماراتية».
«بعد ما شاب ودوه الكُتاب»، ربما كانت العبارة التي طالما ترددت على الألسنة من المحيطين بالفلسطينية، التي رفضت قيود المجتمع ولم تلتف للسخرية من عمرها ورغبتها في استكمال دراستها:« دخلت الكلية الشرعية للعلوم والأحكام رغم تقدمي في السن، بعد إجادة حفظي للقرآن الكريم، شعاري اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد، حصلت على اللقب الذي كنت أحلم به، وحصلت على المركز الأول على دفعتي في تخصصي، وصرت أنفع الناس بما تعلمت، وطموحي الالتحاق ببرامج الماجستير والدكتوراه».