رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

إكرام الدباش أول حدادة في تونس: دراع والدي اليمين واتعلمت المهنة لمساعدته «صور»

كتب: غادة شعبان -

08:30 ص | الثلاثاء 18 أكتوبر 2022

إكرام الدباش أول حدادة تونسية

تترك أنوثتها جانبًا، ترتدي ملابس الحدادة، المليئة بالشحوم، بحجاب تقليدي، تخرج من منزلها تتجه نحو مقر عملها في ورشتها الخاصة بعدما شّربت الصنعة على أصولها من والدها، إذ وقعت في غرام مهنة كانت حكرًا على الرجال، لا تتناسب مع ذوات الأيدي الناعمة، هكذا هو حال إكرام الدباش، أول تونسية تعمل في مجال الحدادة، التي تعيش في ولاية «سليانة»، ولم يتجاوز عمرها الـ21 عاما.

6 سنوات داخل ورشة الحدادة

بعمر الـ16 بدأت الشابة التونسية «إكرام الدباش»، حياتها المهنية داخل ورشة والدها، إذ تعلمت منه الجلد والتحمل والجرأة حتى تفوقت على الحرفيين الذين يمتهنون تلك المهنة من الرجال، لتضرب مثالا يحتذى به لجميع السيدات داخل الوطن العربي.

«أعيش في منطقة ريفية وتعلمت الصنعة على يد والدي إذ قضيت عام كامل داخلها حتى تشربت أصولها»، عبارة بدأت من خلالها «الدباش»، أول حدادة في تونس، حديثها لـ«الوطن»، إذ تروي كواليس رحلتها مع مهنتها الشاقة: «لدي 5 أشقاء بينهم ذكور، قررت مساعدة والدي في عمله حتى أصبحت يده اليمنى، رافقته في البداية من باب الفضول، وتعمقت في المهنة حتى تعرفت على أسرارها».

آلام وجروح وإصابات

لم تسلم ذات الأيدي الناعمة من الإصابات والحروق التي طالما تعرضت لها بفضل مهنتها الشاقة في الحدادة، وتتعامل مع تلك الإصابات على إنها نجاح يضيف لرصيدها المهني، وفقا لها: «طعم النجاح ينسيني الآلام، صمتت الكثير من المجسمات، فضلا عن النوافذ والأبواب الحديدية داخل ورشتي التي انتقلت إليها بعد ما قضيته داخل ورشة والدي».

بعد انتهاء دوام الشابة التونسية، تخرج من جلدها كحدادة لتعود لطبيعتها الأنثوية، تتزين وتضع مساحيق التجميل التي تبهر بها من يراها: «احرص على الاستمتاع بحياتي كأنثى بخلاف عملي كحدادة».

رفض وسخرية وانتصار

وعن تعاملها مع نظرة المجتمع لها، قالت «الدباش»: «عانيت من نظرات المحيطين بي، فضلًا عن نظرات الرفض والسخرية من عملي، لكنني أردد دائمًا لولا نجاحي لم أكن ممن يتحدث عنها الجميع، وعن اختلافها وقدرتها على مواجهة الرجال».