رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«طفلة تربي طفلة».. خبراء تربية يوضحون خطورة زواج القاصرات على حياة الأبناء

كتب: غادة شعبان -

04:38 م | الجمعة 26 أغسطس 2022

زواج القاصرات- صورة تعبيرية

يُعد زواج القاصرات، مشكلة يعاني منها الكثير من الفتيات في مختلف محافظات مصر، خاصة اللاتي يعيشن في الصعيد والريف، إذ تجد الفتاة التي لم تُكمل عامها الـ15 أو أقل نفسها، ترتدي فستانًا أبيض اللون وتعيش أجواء الزفاف التي لا يستوعبها عقلها ولا جسدها الضعيف بعد، وأمام زوج يكبرها في العمر أعوامًا كثيرة، لتُحرم من طفولتها والعيش مثل أقرانها وتنشأ غير سوية نفسيًا، تخشى من حولها، تعيش في ظلام دامس يهدد استقرارها في مرحلة عمرية لم تكن مهيئة لها بعد من الناحية الثقافية والجسدية والنفسية، فضلًا عن انتهاك جسدها تحت مسمى الزواج، الذي يعد اعتداءًا على كرامتها وكينونتها وأنوثتها.

«جواز البنت سُتره»، ربما تعتبر تلك العبارة دارجة في معظم البيوت داخل أماكن متفرقة داخل محافظات مصر، التي تُشجع على زواج الإناث في سن مبكرة، ربما بعد بلوغ عامها العاشر فيما فوق، وناقش تلك القضية الخطيرة من قبل، مسلسل «القاصرات»، والآثار النفسية التي تقع فيها الطفلة، فهناك فتيات لم يستطعن تحمل ضغوط ذلك الزواج، ولم يتأهب جسدهن بعد حتى يفقدن حياتهن بمجرد انتهاء حفل الزفاف، وأُخريات يلقين حتفهن بمجرد الحمل بسبب عدم تحمل جسدهن الهزيل تلك الأوجاع الناتجة عن زواج القاصرات.

وتحدث خبراء التربية وعلماء النفس، عن خطورة الأم القاصرة التي تزوجت في طفولتها على حياة الأبناء، وقدرتها على التربية فيما بعد، في تصريحات خاصة لـ«الوطن».

خبراء يتحدثون عن مخاطر الأم القاصرة

الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، تحدث عن المخاطر التي تعود على الأطفال المولودين جراء زواج القاصرات، إذ قال: «طفلة تربي طفلة، هكذا هو المصطلح الذي ينطبق على حياة الفتاة التي تزوجت في الطفولة، إذ تجد نفسها أمام مسؤوليات أكبر منها، بالتالي تحاول التأقلم على ذلك الوضع رغمًا عنها، وحينما تحاول بشتى الطرق التخلص منه تجدها لا تستطيع التعامل معه، إذ يكون هناك حاجزًا كبيرًا وجدارًا بينها وبين طفلها خاصة إذا كان المولود فتاة، وتخشى الأم القاصر تكرار السيناريو ذاته مع طفلتها، وتعيش في عذاب ومرار مثلما ذاقت».

وتابع «فرويز»: «تعيش الأم في عذاب واضطراب طوال الوقت، سواء في النوم أو التعلم أو تناول الطعام والشراب، وبالتالي تنتقل تلك الاضطرابات للأبناء، إذ يكون هناك جفاء بين الأبناء والأمهات، وفي تلك الحالة يتولى الرعاية والتربية الجدة، كونها ملمة بالتربية وأساسياتها عن ابنتها، في أمهات بيكونوا مش قادرين يتعاملوا مع الأطفال خاصة إذا كانت العلاقة بينها وبين زوجها سيئة ولا تستطيع تحمله».

طلاق في سن مبكرة وفشل في التربية

كما تحدث الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، عن خطورة الأم القاصرة، إذ يقول: «طبيعي جدًا اللي تتزوج صغيرة تتطلق في سن صغير، الزواج المبكر يترتب عليه طلاق مبكر، وتصبح معيلة في سن مبكرة، وترتفع نسبة الأمية ومواجهة المجتمع، هناك آثارًا نفسية مترتبة على غلق باب واحد على طفلة مع رجل يكبرها في العمر، قد لا تنسى أبدًا مشهد اغتصابها منه تحت مسمى الزواج أبدًا، ويظل الموقف عالقا بذاكرتها، وفيه انتهاك لحقوق الأطفال وهو ما ينتقل للأبناء فيما بعد، إذ ينشئوا غير سويين نفسيًا ومضطربين ومشوهين داخليًا ويصابون بمرض الاكتئاب المزمن، نتيجة فشل الأم في تربية الأبناء بشكل سليم، ومحاولات إنهاء حياتها بأكثر من شكل وطريقة».