حاولت الخروج عن المألوف والتفكير بشكل مختلف حتى تمس فئة كبيرة من الفتيات اللاتي يقعن فريسة آبائهن لتجد طفلة لم تكمل عامها الـ 15 نفسها متزوجة من رجل يكبرها تنفيذا لرغبة والديها حتى تتحول الطفلة الباحثة عن اللعب إلى زوجة وأم رغمًا عنها.

حرصت الطالبة داليا شريف، 23 عامًا، تجسيد معاناة حقيقية وهى زواج القاصرات لتعبر من خلال لوحاتها عن مأساة الفتيات صغار السن بعد إجبارهن على الزواج، لتبدأ في رسم لوحاتها بعد مشاهدة فيديوهات عن زواج القاصرات تساعدها على فهم الموضوع، حتى تخرج كل مشاعرها في الرسم، بالإضافة إلى النماذج التي شاهدتها على أرض الواقع، لفتيات تعرضن للزواج في سن مبكر ودراسة نفسية الأطفال حتى تتمكن من إخراج مشاعرها داخل لوحاتها.

درست «داليا» في كلية الفنون الجميلة قسم التصميم الكتابي لتخرج موهبتها في التعبير عن قضايا المرأة من خلال لوحاتها: «حسيت أن بالفن ممكن نقدر نحقق حاجة مختلفة تساعدنا أننا نتخلص من الجريمة اللي بتواجه كل بنت»، حسب حديثها لـ «هُن».

«زواج باطل» كان عنوان لوحات «داليا» التي جسدت فيها كل المشاعر السلبية التي تشعر بها من تتعرض للزواج في سن مبكر حتى يستغرق رسم اللوحات شهرا واحدا: «مشروع تخرجي مخدش مني وقت كتير بسبب ضيق الوقت وأنجزته لوحدي».

اختارت الفتاة العشرينية هذه القضية دون غيرها للتركيز على قضايا التحرش والختان وغيرها من قضايا العنف ضد المرأة الآونة الأخيرة، ولكن لم يسلط الضوء على زواج القاصرات بشكل كبير مما شجعها على رسم لوحاتها حول هذا الموضوع.

رموز مختلفة استخدمتها «داليا» في لوحاتها المصنوعة من موزاييك وزجاج ملون على خشب، للتعبير عن القضية الموجودة في المجتمع: «استخدمت رموز بتعبر عن القضية المرفوضة مثل الحائط الذي يتلصص خلفه الرجل الذى يريد الزواج من طفلة، واتعمدت أن نظراته تبقى دليل على طمعه فيها، وكذلك الطفلة تتمسك بالدبدوب لأنه دليل طفولتها، بالإضافة إلى استخدام الحبر الأحمر لأنه بيعبر عن الدم والعنف، والصبار لأنه بيدل على جفاء الرجل».

أمنيات تتمنى «داليا» تحقيقها للارتقاء بفنها وهو تطوير الفن النسوي، بالإضافة إلى تأسيس مؤسسة معنية بقضايا المرأة.