كتب: شيماء دراز -
10:19 ص | الأربعاء 20 أبريل 2022
يتزامن شم النسيم في مصر مع أسبوع احتفالات الأقباط بعيد القيامة المجيد، فيحتفل الصعيد بشم النسيم خلال أسبوع كامل بعدة طقوس مختلفة ترتبط بالصعيد ويتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، ويحرص على أداءها كبار السن بالعائلات، ومن بين الجموع تكمن الحكايات والعادات بين كفوف الطاعنين في السن الحافظين لجذورها، ومنهم السبعينية زينب «أم أحمد»، من مركز سوهاج، التي تروي لـ«الوطن»، طقوس أسبوع «شم النسيم بسوهاج».
أحد الزعف أو السعف، به تبدأ الاحتفالات السابقة لشم النسيم بأسبوع كامل، فيحتفل الجميع مسلمون وأقباط معا بتلك المناسبة التي ينتشر فيها بيع الزعف وصنع أشكال جمالية به، من تيجان وخواتم حتى أشكال ديكوريات يتسارع الجميع لصنعها أو شرائها.
بعدما ينتهي أحد السعف، يحين موعد طقس جديد في اليوم التالي ما يعرف بـ«إثنين النبيتة»، والذي جاء مسماه كذلك، بسبب ما يفعله المصريين «بنقع الفول المدمس الجديد لصنع النابت»، فيتم تغيير ماء الفول يوميا حتى صباح يوم الجمعة، الذي يبدأ بإعداد النابت وطهيه للإفطار به صباحا.
«الغبيرة» توافق يوم الثلاثاء التالي لأحد السعف واثنين النبيتة، وفيه يلعب الأطفال بالتراب بالشوارع لصنع الغبار، وتختلف الأقاويل حول اليوم، فالبعض يقول إنها تسمية للغبار الذي أثاره يهود أورشليم بحادثة الصلب، والبعض يقول إنها النبتة التي شفت سيدنا أيوب عليه السلام من مرضه.
وفي يوم الأربعاء يحل يوم «الفريكة»، ويتم به صنع الفريك الأخضر الجديد، فيتناول الجميع بذلك اليوم طاجن الفريك بالبصل.
ثم يأتي يوم الخميس ويسمى «الحميرة»، ويقوم فيه المسلمون فقط بتلوين البيض بألوان طبيعية فيوضع قشر البصل للون الذهبي والكاركدية للون الزهري والشاي للون البني والكركم للون الأصفر والبقدونس للون الأخضر، ويقوم الأطفال باللعب بالبيض والقيام بطقس «الطقيشة»، وفيه يقوم الأطفال بضرب البيض الملون معا لتقشيره وتمنى أمنيات سعيدة، بينما يمتنع الأقباط عن طقس الحميرة انتظارًا لطقس تلوين البيض وتناوله يوم الاثنين الذي يلي «خميس الحميرة»، نظرًا للصيام واحتواء البيض على روح.
«الجمعة الكبيرة» أو «الجمعة الحزينة» التي تبدأ بتناول النابت الذي تم تنبيته يوم الثلاثاء.
ببعد ذلك يأتي «سبت النور»، وخلاله يكتحل الجميع مسلمون وأقباط، وتوارثوا شعبيا أن مَن لا يكتحل تصيبه الأمراض بالعين، فالكحل بسبت النور كما يشاع بالصعيد «يحلى العين ويطهرها».
ثم يوم الأحد والذي يكمل أسبوع الاحتفالات «احتفالات شم النسيم» لدى المسلمون والأقباط، واحتفالات عيد القيامة لدى الأقباط، فالأحد عيد القيامة المجيد لدى الأقباط، بينما يسمى «الفرفيطة» لدى المسلمين، ويذبح فيه المسلمون أحد الطيور، وعادة ما يكون بط أو أوز، فيما يتناول أيضا الأقباط الطيور واللحوم، ويجتمع الجميع على تناول الرنجة والفسيخ في احتفالات شم النسيم يوم الاثنين الذي ينتهي به أسبوع الربيع.