كتب: أحمد الأمير -
11:44 م | الخميس 16 ديسمبر 2021
داخل غرفة في إحدى المستشفيات الحكومية بالإسكندرية، جلست منة الله خليل، صاحبة الـ18 عامًا، في ساعة متأخرة من الليل، ترتجف من برودة الجو، تتأمل حوائط المستشفى، وتشكو من شدة آلامها، لكن فضولها اشتد عندما رأت الأطباء والممرضات من حولها ينظرون لها في تردد وخجل، ولا يستطيعون الإفصاح عما أصابها.
الفتاة التي رافقتها خالتها وتدعى «صباح» في ليلة باردة كانت تعاني من آلام في البطن، ومغص شديد، لم يتوقع أحدًا أنها مصابة بمرض خطير، بحسب نجلة خالتها:«اكتشفنا أنها عندها أورام.. بعد ما كانت بتشتكي من مغص.. وافتكرنا أنه قولون عصبي».
وبمجرد ذهاب الخالة لإحضار مشروبًا دافئًا يخفف عنها الآلام، أتت إحدى ممرضات مستشفى أبو قير إلى الغرفة وهي لا تقوى على إخبارها بالأمر، فعادت مرة أخرى تستشير زميلاتها، ليقررن في النهاية إخبار الخالة: «الممرضات قالوا لماما إن منة للأسف محتاجة عملية استكشاف أورام.. ممكن تكون عندها لأن الوضع ميطمنش».
روت سميحة ابراهيم نجلة خالة الفتاة لـ«الوطن» أن الاشعة المقطعية أثبتت إصابتها بالسرطان، وعلى هذا الأساس طلب الطاقم الطبي بالمستشفى سرعة خضوعها لعملية استكشاف، وتبين بعد إجرائها بشكل عاجل وجود أورام خطيرة على القولون والبنكرياس.
«منة» يتيمة الأم، دخلت المستشفى منذ ما يقارب 30 يومًا، وانتظرت حضور والدها ليشاركها رحلة العلاج من هذا المرض، وبعدها بأيام زارها، وكانت ترى في عينيه نظرة لم تفهمها، فمكث معها لدقائق ثم خرج من المكان ولم يعد لها مرة أخرى: «بقالها شهر لحد دلوقتي بتشتكي من الوحدة لأن أبوها خذلها وجيه مرة واحدة، وحست إنها عبء عليه مبقاش حد ينفع حد خلاص».
وتؤكد «سميحة» أن نجلة خالتها تحتاج إلى اهتمام بسبب مرضها الخطير، رغم أنها واجهت الظروف والعقبات وأمنت بقدرها ومرضها، لكنها لم تعد قادرة على تخطي أزمة تخلي والدها عنها، ولا تعلم عنها شيئًا، ونحن أيضا كذلك، متسائلة: «ده جحود ولا خوف من مصاريف العلاج، ولا إيه محدش عارف».