كتب: محمود البدوي -
03:55 ص | الخميس 18 نوفمبر 2021
انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال بشكل كبير، والتي على غرارها يظل الأبوان في حيرة وقلق طوال الوقت بسبب عدم معرفتهم بكيفية التعامل مع الحالة النفسية التي طرأت على الابن، ومن ناحية أخرى يتجاهل بعض الآباء تلك التغيرات لانشغالهم عن الحياة في العمل، أو لقلة ثقافتهم بالتربية.
وفي هذا السياق، قالت ولاء زيد، خبيرة التربية والعلاقات الأسرية، إن التحرش لا يعني إقامة علاقة كاملة، لكن التحرش هو اعتداء أو سلوك جنسي يمارس على الطفل من قبل شخص أكبر منه، وهذا التحرش قد يكون بصري أو لفظي، وقد يكون التحرش بالطفل بموافقته أو عدم موافقته، فالتحرش الجسدي يجرى عن طريق التلامس من خلال ملامسة الطفل، أو من خلال تقبيله أو احتضانه، أو ملامسة بعض الأجزاء من جسده، وقد يصل الأمر لإقامة علاقة كاملة، وذلك خلال حوارها مع الإعلامي عبد الباقي عزوز، في «توك شو العرب»، المذاع على «الحدث اليوم».
وأضافت «زيد»، أن التحرش البصري يجرى من خلال مساعدة الطفل على مشاهدة أفلام إباحية أو تجريد الطفل من كل ملابسه، أما التحرش اللفظي فمعظم الأطفال تتعرض إليه من خلال الأفلام أو المسلسلات التي تحتوي على بعض الإيحاءات، مشددة على ضرورة وجود لغة حوار بين الأم وأبنائها، والحديث مع أطفالها بعد القدوم من المدرسة، حتى لا يكون أي نوع من الحياء عند الحديث في أي موضوع، فهناك بعض العلامات التي تدل على تعرض الطفل للتحرش مثل تقطيع ملابس الإبن، أو وجود أثار دماء، أو تورم أو كدمات في الجهاز التناسلي.
وتابعت:«بالإضافة لبعض الأعراض السلوكية مثل الانطواء، والخوف بشدة من مكان معين أو شخص معين»، موضحة أن التبول اللا إرادي أو الارتخاء في فتحة الشرج من الأعراض التي قد تدل على تعرض الطفل للتحرش أو الاعتداء الجنسي، وقد يقوم الطفل بالقيام ببعض السلوكيات الجنسية غير اللائقة، وهناك ضرورة أن تنتبه الأم لأي تغير طارئ على الابن، لأنه قد يكون تعرض لاعتداء جنسي، مشيرًا إلى أن التحرش بالطفل ابتلاء من الله، ويجب أن نتعامل مع هذا الأمر بصورة علاجية للوصول بالطفل إلى بر الأمان، و50% من علاج الطفل الذي تعرض للتحرش، يكون من خلال رد فعل الأم.
وشددت على ضرورة أن تتقبل الأم فكرة تعرض الطفل للتحرش، وتقوم باحتضان الطفل، لكي تشعره بالأمان، كما أن الطفل الذي تعرض للتحرش ضحية لشخص غير سوي نفسيًا، ولا يجب إلقاء اللوم عليه أو توبيخه، مشيرة إلى ضرورة التوجه إلى الجهات المختصة لإبلاغ عن المتحرش، حتى إذا كان من الأقارب، لأن هذا من شأنه أن يزيد الثقة لدى الطفل، كما أن بعض الآباء يلقون عبء التربية على الأم، ويرون بأن دورهم في الحياة هي توفير المال، وهذا الأمر غير صحيح.
وأوضحت أن الأب الذي يقصر في تربية أولاده من الناحية الشرعية آثم، فدور الأب لا يقل أهمية عن دور الأم في التربية، بل يكاد يكون أقرب، لأن الأب هو قائد الأسرة، مشيرة إلى ضرورة إبعاد الأطفال عن المشاكل الأسرية، لأن هذا يؤثر بشكل سلبي على الأطفال، ويعطهم عدم الشعور بالأمان، وبالتالي يكون الطفل مهزوز نفسيًا، وهذا قد يؤدي استجابة الطفل للتحرش، مؤكدة أن التحرش يحدث بصورة كبيرة بموافقة الطفل، خاصة أن الطفل قد يشعر بلذة بسبب هذا الموضوع، خلاف أن الطفل قد يشعر بعدم الأمان، والمتحرش في هذا التوقيت يشعره بالأمان.