اعتاد الغياب من المدرسة، ما دفع والده إلى تعنيفه لهروبه الدائم من الذهاب لتلقي دروسه اليومية، قبل أن يقرر الصغير الانتحار شنقًا داخل منزل الأسرة، ومفارقة الحياة في عُمر الزهور، ليصاب الأب بشعور ندم شديد.

"أنا كنت عاوزه يتعلم، سامحني يا ابني مكنش قصدي أزعلك.. شنق نفسه علشان كنت بجبره يروح المدرسة"، بهذه الكلمات روى صياد تفاصيل انتحار ابنه التلميذ بالصف الأول الاعدادي، شنقا داخل منزلهما بمحافظة الدقهلية.

وقال الأب فى تحقيقات النيابة، إن نجله اعتاد الغياب من المدرسة، وعندما عنفته لهروبه وطالبته بالذهاب إليها، فوجئت فى اليوم الثاني بجثته داخل الغرفة مشنوقا.

وأوضح الأب فى روايته بالنيابة العامة، أن نجله أصيب بحالة اكتئاب الفترة الماضية مع بداية الدراسة، بدون سبب، ورفض الذهاب لاستكمال تعليمه، ما أثار غيظه، مشيرا إلى أنه عنف ابنه وهدده بالضرب إذا لم يذهب للمدرسة.

وتابع بأنه في صباح اليوم الثاني، توجهت والدته لإيقاظه للذهاب إلى المدرسة، فعثرت على جثته مشنوقا، وسمعت صوت صراخها، وعندما شاهدته حاولت إنقاذه لكن قدر الله نفذ، وأصيب الأب بحالة من الانهيار بالبكاء عقب الإدلاء بأقواله.

سيناريوهات وراء انتحار الطفل

عن الدوافع المحتملة وراء لجوء تلميذ بالصف الأول الاعدادي، إلى الانتحار بشكل مفاجئ، توضح الدكتورة هالة حماد، استشاري الصحة النفسية خلال حديثها لـ"هن"، أن هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الطفل للتخلص من حياته.

وتقول "حماد": "احتمالات كتيرة جدًا ممكن كان يكون الولد بيواجهها، زي إنه مثلا ممكن كان بيتعرض للتنمر، أو بيتم الاعتداء الجنسي عليه جوه المدرسة وخاف يتكلم، أو كانت عنده رهبة من المدرسة، وسببتله الشعور بألم نفسي شديد".

وتؤكد استشاري الصحة النفسية، أن الاكتئاب كان من دوافع انتحار الطفل أيضًا: "ممكن كان عنده اكتئاب وصله لمرحلة إنه مش قادر يخرج، لأن المكتئب معندوش طاقة يواجه أي حد ولا يتعامل مع حد".