رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

ابتسامة غالية بكاميرا متواضعة.. «سيدة الخضار» باعت بضاعتها واشترت فرحة ابنتها

كتب: غادة شعبان -

05:29 م | الجمعة 12 نوفمبر 2021

سيدة الخضار وابنتها

في ساعة متأخرة من الليل، داخل أحد شوارع منطقة الزمالك، تجلس سيدة خمسينية، ترافقها ابنتها في عمر الزهور، تفترشان أرض الحي الراقي بالقاهرة، حيث تبيعان الخضراوات والفاكهة، سعيا وراء الرزق، وكسب لقمة عيش حلال، بوجهين بشوشين لا تفارقهما ابتسامات الرضا، تصبران بعضهما على مشقة يوم طويل.

حكاية سيشن «سيدة الخضار» وابنتها

في تمام الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، بعد عناء ساعات طويلة، فارقهما فيها ضور النهار، وأودعمها آمنين في سكون الليل، حاولت سيدة الخضار، مكافأة صغيرتها المدللة، التي رافقتها منذ طلوع الشمس حتى غروبها، حيث وقفت الطفلة بإسدالها المُترب وحجابها البسيط، تتمايل أمامها، وتأخذ وضعيات مختلفة، استعدادا للتصوير من قبل والدتها، التي كانت ترتدي عباءة وحجاب بسيط باللون الأسود، ممسكةً بهاتفها المتواضع، تلتقط صورا لها، وفي خلفيتها الأسبتة الفارغة، إلا من بعض ما تبقى من بضاعتها.

ربما حاولت الأم اختلاس لحظات قليلة مع ابنتها، غير ملتفتة لما يحدث خلفها، فقط قررت تحقيق أمنية لفلذة كبدها، قبل أن تكتشف أن أحد الشباب، كان يتابع المشهد بشدة، حتى وقع في غرامه، وأمسك هاتفة المحمول هو الآخر بدون تفكير، يوثق من خلاله لحظات الحب العفوية بين الأم وابنتها.

كواليس السيشن المزين بالبساطة والسعادة

«محستش بنفسي غير وأنا بتابعهم، وشايف بساطتهم وجمالهم غير الطبيعي، وبشكل تلقائي مسكت موبايلي وصورتهم»، يحكي الشاب محمود، الذي انتصف عمره عقد العشرينيات، ويعمل في مجال الزيوت الطبيعية، كواليس الصورة الأشهر على السوشيال ميديا خلال الساعات الماضية التي وثقها بعدسة هاتفه المحمول، مضيفا لـ«الوطن»: «كنت في كافيه أنا وصحابي، وقولنا نتمشى بعدها، وفي مكتبة شكلها حلو، بيتصور عندها الكل، ووقفنا نتصور، وفجأة لقيت الست دي بتصور بنتها بموبايلها المتواضع، بكل سعادة وبساطة ورضا، وقررت أصورهم».

في البداية لم تلحظ السيدة المكافحة، للشاب الذي كان يراقب المشهد، وما إن انتبهت ابنتها لمتابعته والتقاط صورة لهما، دار حديث لثوان معدودة بينهما: «أنت بتصورني.. وريني شكلي»، لتشعر الصغيرة بسعادة بالغة، بعدها استأذن محمود صابر، الأم وابنتها، لمشاركة الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «قالتلي ماشي، قولتلها لو ينفع هطبعلك كارت، وأجيبهولك تحتفظي بيه».

ضحكة في آخر الليل تنهي شقاء يوم طويل

«سيدة الخضار»، مثل باقي الأمهات، تحاول إدخال الفرحة على قلب ابنتها، رغم ضيق الحال وبساطة هاتفها المحمول، إذ قال الشاب العشريني: «متكسفتش حد يتريق عليها، ولا يقلل من موبايلها المتواضع، رغم شقاها وتعبها، إلا إنها زي أي أم حبت تشوف ضحكة بنتها قدامها».