رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الحل الأمثل لموقف الآباء تجاه أبنائهم بعد الانفصال: «متقوليش بابا سابنا»

كتب: هبة سعيد -

09:06 ص | الجمعة 12 نوفمبر 2021

تعبيرية

بعد انفصال الأزواج قد تجد الأم نفسها حائرة حول ما تقوله لأبنائها لعدم تواجد والدهم بجانبهم، إذ تلجأ بعضهن للحجج المؤقتة قائلة لطفلها: «بابا مسافر لمدة طويلة»، خوفًا من صدمة الطفل، خاصًة إن كان متعلقًا بوالده، ولكن حتمًا سيأتي الوقت الذي يلزم به مصارحة أبنائها، وفي حالات ربما يكون الطفل متيقنًا أن الآباء قد انفصلوا، ولكنه لا يعرف ما يقوله لأصدقائه ومن يوجهون له تلك التساؤلات، ما يسبب له الشعور بالحرج وقد يؤثر ذلك على نفسيته بالسلب.

«أفنان محمود»، صاحبة الـ 31 عامًا، إحدى السيدات التي تقف حائرة أمام أسئلة ابنها، خوفًا أن تلقي إجابات تؤثر عليه سلبيًا في تلك المرحلة العمرية، تروي لـ«هن» قائلة: «انفصلت عن والد ابني من سنتين، ابني حاليًا 7 سنوات، كنت بقوله بابا سابنا لأن مش بيكلمه»، مضيفًة أن أصدقاءه بالمدرسة يسألونه عن والده، ولماذا لا يأتي ليأخذه من المدرسة مثلما يحدث معهم، إذ يسكت الطفل ولا يستطيع الرد عليهم، وتظل والدته كما هي ترد عليه أن والده تركهم، وتحاول دومًا تغيير مجرى الحديث.

وفي هذا الأمر أوضح محمد الدعوشي، اختصاصي نفسي إكلينيكي في تصريحات خاصة لـ«هن»، أن الأم ليست بحاجة لوضع حجج لطفلها في أي سن، الحل أن توضح لنجلها الأمر بمنتهى الشفافية قائلة له: «بابا كويس، مفيش حد فينا عنده مشكلة، بس مش هنعرف نعيش مع بعض»، سيخلق الرد مجموعة من التساؤلات في ذهن الطفل، محاولًا أن يعود أبيه وأمه للعيش معًا ليصل لنفس الرد من الأم: «حاولنا كتير جدًا علشانك مش هنقدر بس أنت هتكلم بابا دايمًا».

أخصائي نفسي: قولي لطفلك إنك انفصلت عن والده هو فاهم كل حاجة

ولفت «محمد» إلى أن الطفل يكون على علم بكل ما يحدث حوله، حتى وإن لم يصرح بذلك، قائلًا: «الطفل ممكن يداري بس فاهم»، لذا يفضل عدم حديث الآباء عن مشاكلهم أمام أبنائهم، أما بالنسبة لموقف الطفل مع أصدقائه، نصح الأخصائي الأمهات بتعويد أطفالهن على عدم الرد على سؤال «بباك فين؟» سوى أن والده موجود ويحكي عنه بشكل جيد، لأنها حياة والديه الخاصة ولا يفضل الاطلاع عليها من أحد.

أما عن مشاعر الطفل بعد الانفصال فيوضح الاختصاصي النفسي أنه يلازمه إحساس القلق والخوف، ويكون متضررًا نفسيًا في جميع الأحوال، خاصة عندما يرى أصدقاءه بصحبة آبائهم، إذ يمكن الحد من نسبة الضرر عن طريق إتاحة الاتصال الدائم بين الآباء، والمحافظة على توفير جو من الألفة للطفل، ومحاولة الأم دائمًا أن تدعم ابنها نفسيًا وتكون له الأب والأم في العلاقة الأسرية.

يلزم الحفاظ على الصلة بين الآباء وأطفالهم بعد الانفصال

وتابع «محمد» أن الآباء انفصلوا كأزواج ولكن لم ينفصلوا كبني آدميين، إذ يلزم أن تكون علاقة الأب بأطفاله متصلة بعد الانفصال، وأن يتركوا مشاكلهم جنبًا، مشددًا على ألا يحكي أي من الطرفين بشكل سيئ عن الطرف الآخر، حتى لا يؤثر على نفسية الطفل، وينشأ غير سوى، مضيفًا ضرورة المتابعة مع الأخصائي النفسي بالمدرسة، ومعرفته بوضع الطفل لمتابعة سلوكه والاعتناء به.