رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

تبدأ بالدعم النفسي.. خطوات تأهيل الأطفال بعد انفصال الوالدين

كتب: سمر صالح - عبدالله مجدي -

07:07 م | الجمعة 20 نوفمبر 2020

الدكتور وليد هندي

"حتوحشوني كلكم"، كلمتان مقتضبتان تركهما الطالب "م.أ"، قبل لجوئه إلى الانتحار حزنًا على انفصال والديه، لخص بهما مشاعر حزن وكبت صارعهما بمفرده ليالٍ عدة دون مشاركة أحد، حتىعثر عليه والده جثة هامدة داخل غرفته، وأبلغ الشرطة بالواقعة، فانتقلت قوة أمنية وشاهدت الطالب جثة هامدة، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم.

أفادت تحريات المباحث، بأن الطالب المنتحر كان يعاني من حالة اكتئاب بسبب انفصال والديه، وكان يجلس لساعات طويلة داخل غرفته، وأن حالته النفسية السيئة تسببت في إقدامه على التخلص من حياته منتحرًا داخل منزل والده في المعادي، وعثر بجانبه على الرسالة التي كتبها في كشكول المدرسة: "حتوحشوني كلكم".

ما الآثار التي تظهر على الأبناء بعد الانفصال؟

أثار عامة، تظهر على جميع الأطفال بعد انفصال الوالدين، تتمثل في المخاوف المستمرة وتراجع في الثقة بالنفس، ولكن، وبحسب وصف الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي، كل مرحلة عمرية يترتب عليها أثار معينة وبعضها تظل دائمة طول الحياة.

الأطفال من عمر عامين حتى 5 سنوات معظمهم يحدث له انسحاب وعزلة اجتماعية عن أصدقائه وفرط حركة في المنزل، وبحسب تصريحات هندي لـ"الوطن" بعضهم يصاب بضعف في التركيز في بعض الأحيان، وبعضهم يرتد إلى اتباع تصرفات مرحلة عمرية سابقة لعمره لافتقاده الشعور بالأمان ورغبته في  الاهتمام.

وفي المرحلة العمرية من 5 لـ 8 سنوات قد يصاب الأطفال بتأخر دراسي، وصعوبة في النواحي الدراسية، وكلها أمور يجب على الوالدين عدم تجاهلها في حال ظهورها على الطفل، بحسب تعبير استشاري الطب النفسي.

وفي المرحلة العمرية الأكبر من 8 لـ12 عام، يبدأ الأطفال إدراك حقيقة انفصال الوالدين، وبحسب تصريحات هندي، هنا يشعر المراهق بأنه أقل من الأخرين ويترتب عليه انعدام الرغبة في المشاركات والفعاليات الدراسية المختلفة،" بنلاحظ إنه مش بيشارك في الحفلات المدرسية والأنشطة لإنه مش عارف يندمج مع الأطفال التانية"، وبعدها يصبح سهل الانقياد وراء أي شخص أو اتباع سلوك خطأ.

ماذا يجب على الوالدين فعله؟

أوصى هندي بضرورة تعويض الآباء للأبناء عن غيابهم من خلال  التواصل معهم بالمكالمات والاهتمام المستمر، ودعمهم بالكلمات الإيجابية المستمرة حتى لو تزوج الأب وانشغل، وفي حال زواج الأم أيضا وهو حقها الشرعي يجب عليها عدم الانشغال عن أطفالها والحرص على دمج زوجها معهم للاعتياد عليه والعيش معا في جو أسري مناسب.

الخلافات الزوجية المتكررة، من شأنها أن تجعل حالة  الطفل الوجدانية مضطربة، وفقا لرؤية الدكتور محمد زيدان، اخصائي الطب النفسي، فانفصال الأب والأم يؤثر نفسيا على الأطفال ويجعلهم مضطربين نفسيا، خاصة وإن كانوا متعلقين بأحد الطرفين.

خطوات عديدة يجب على الأب والأم اتباعها حال اتخاذ إجراء الانفصال، أوضحها زيدان لـ"الوطن"، من بينها إخفاء المشكلات بين الزوج والزوجة عن الأطفال وعدم إظهار المشاعر أو الكراهية أمامهم، كذلك مساعدة الأبناء على الاعتماد على أنفسهم وأن يكونوا ذو شخصية مستقلة، الحد من التصادم والمشاجرة أمامه.

شرح الوضع الجديد للطفل ببساطة دون التجريح في الطرف الآخر، عامل مهم أكد عليه أخصائي الطب النفسي، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع الطفل، ومحاولة أن تجتمع الأسرة بتواجد الأب والأم في الفترة الأولى بشكل دوري، حتى يتقبل الأبناء فكرة الانفصال.

الدعم النفسي عنصر هام بالنسبة الأطفال خلال المرحلة الأولي من الانفصال ويساهم في الحد آثاره السلبية، ويكون في صور مكافآت، أو السفر معا، كذلك عقد جلسات طويلة مع الأبناء، توفير الهدايا بين الحين والأخر، حسب حديث "زيدان"، وأن يكون تقديم الدعم بالتبادل بين الأب والأم.

كذلك يجب إزالة أي مخاوف في تفكير الطفل يعتقد أن يسببها له الانفصال، مثل زواج الأب أو الأم بآخر، أو أن يهمل أحد الزوجين الطفل، ويري "زيدان"، أن إزالة تلك المخاوف بالتأكيد على حبهم للأطفال وأن الوضع الجديد لن يغير شيء في الاهتمام به.