رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية «أم أشرف» أشهر سواقة توك توك في فيصل.. «بتربي عيال جوزها واحتسبت ابنها شهيد»

كتب: آية المليجى -

09:44 م | الأحد 19 سبتمبر 2021

أم أشرف سواقة توك توك

تستيقظ في صباح باكر تنتهي من واجباتها المنزلية البسيطة، تحمل صغارها وتذهب بهم حيث الحضانة، ومن بعدها تنطلق في رحلة يومية شاقة، تستقل «توك توك»، مصدر رزقها، فمن عليه تغدو خماصًا وبعد جولة تقل فيها الزبائن لمقاصدهم، تروح بطانًا لأطفالها، السيدة «هبة أحمد» رب الأسرة المسؤولة على الإنفاق عليهم بعدما حكم على زوجها بالسجن، وقتل ابنها الأكبر غدرًا.

«هبة أحمد» أو «أم الشهيد أشرف»، مجرد أن تطأ قدماك لأحد شوارع منطقة فيصل بالجيزة، حيث تقف السيدة الأربعينية بـ«توك توك» المزين بلافتة مرسوم عليها صورة ابنها أشرف ومدون عليها كلمات «أشرف أبو شريف.. الله يرحمك يا أشرف يا ابني»، وسط أصحاب المهنة ذاتها تارة تنجح في جذب الزبائن إليها وفي تارة أخرى تنجح مضايقات زملائها في أخذ الزبائن منها.

أم أشرف تتحمل مسؤولية أبنائها وأطفال زوجها

معاناة «أم أشرف»، كما تحب أن يلقبها البعض، بدأت منذ 10 سنوات، حين أتت من الصعيد وتحديدًا محافظة سوهاج، إلى القاهرة ظنت أن الحياة تروق لها بعدما انتهت زيجتها الأولى وهي أمًا لأربعة أبناء، لكن منذ مجيئها واستقرارها في منطقة «سوق التلات» لم تذق الراحة، إذ أصبحت مسؤولة عن أبنائها وأطفال زوجها أيضًا كما أنها أنجبت طفلين آخرين من زوجها «أنا بقيت أم لـ8 أبناء.. 6 ولادي.. و2 أبناء جوزي.. بس الأولادي الأربعة عاشوا في سوهاج وبطمن عليهم من وقت للتاني».

ازدادات معاناة السيدة الأربعينية بعدما تم القبض على زوجها، بسبب عدم سداد إيصالات الأمانة «كان على طول على القهوة، ومش بيصرف علينا، اتسجن وسابلي العيال كلها»، ووفاة نجلها الأكبر غدرًا بعدما تهجم عليه مجموعة من اللصوص حاولوا سرقة التاكسي الذي كان يعمل عليه، منذ 4 أعوام «ابني اتقتل غدر، ضحية لقمة العيش».

عملت بمهن كثيرة من بائعة خضار وذرة إلى سائقة توك توك

ومن وقتها تحملت «أم أشرف» مسؤولية أبنائها والإنفاق عليهم، فارتدت ثوب العمل في مهن مختلفة «اشتغلت بياعة خضار ودرة وقصب، كله بالحلال عشان ولادي»، إصابتها بالسكر وظهور مضاعفاته التي أدت لتورم قدماها، جعلتها تحتاج للراحة بعيدًا عن المهن الشاقة، فاقترحت عليها إحدى صديقاتها العمل على «توك توك» خاص بزوجها، وافقتها الأمر وبدأت في السير عليه وسط شوارع منطقة فيصل بالجيزة «بشتغل عليه من بعد الضهر».

مكسبي على التوك توك 50 جنيه في اليوم.. ونفسي في واحد ملكي

200 جنيه هو حصيلة ما تجنيه «أم أشرف» من جولتها بالتوك توك، لكنها لم تتحصل عليها كلها، تقاسمها مع صاحبه «بديلهم 100 جنيه.. والـ100 التانية بحط بنزين وممكن اخد 50 جنيه بس عشان عيالي»، كما أنها لم تتحصل عليهم بسهولة، فكثيرًا ما تحاوطها المضايقات من السواقين «بيتخانقوا معايا ويضايقوني.. يقولولي متحمليش علينا»، لكن ما يهون عليها الصعاب هي الكلمات الطيبة التي تتلقها من المارة «في ظابط مرة ضربلي تعظيم سلام».

تحمل «أم أشرف» مسئولية الإنفاق وتعليم أبنائها ومحاولة توفير حياة كريمة لهم، جعلها تستغيث بالمسئولين لمساعدتها في توفير «توك توك» خاص بها يرحمها: «نفسي لو حد يجبلي توك توك اشتغل عليه يبقى كتر خيره.. عشان أعرف أربي عيال بالجنيه».