رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فوجئت بصورها على النت.. حكاية طالبة «التوك توك» سارة حسين: أتمنى دخول كلية الطب

كتب: غادة شعبان -

02:38 ص | الأربعاء 25 أغسطس 2021

الطالبة العراقية سارة حسين ووالدها

تجلس خلف عربة متواضعة أشبة بعربات «التوك توك»، ترتدي عباءة سوداء وغطاء للرأس، تحمل كتابها الدراسي وتراجع وهي في طريقها للمدرسة حتى تؤدي امتحانات الثانوية العامة، بينما كان والدها في المقدمة يقود العربة، الذي يعمل في مديرية مجاري واسط، ويتقاضى راتب 500 ألف دينار عراقي، غير مهتمة لأشعة الشمس الحارقة فقط تستغل الدقائق القليلة المعدودة التي تفصلها عن تحديد مستقبلها بأكمله، هكذا كان حال الطالبة العراقية «سارة حسين»، أو كما تُعرف باسم«طالبة الستوتة»، 22 عام، من أهالي مدينة الكوت مركز محافظة واسط، الواقعة في وسط العراق، ولديها 5 أشقاء غيرها، أكبرهم مريض وبحاجة لعلاج.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي عقب تداول مقطع فيديو التقطه عدسات كاميرا أحد الاشخاص للطالبة ووالدها الذي كان يقود العربة لإيصالها لمقر المدرسة، وسط إشادات من الرواد لتلك الفتاة التي تسعى للنجاح والتفوق وإثبات الذات، والتغلب على الظروف المعيشية القاسية التي تعيش بها.

«كنت أراجع قبل الامتحان وما عرفت مين صورني ووصلت للامتحان وامتحنت ولما رجعت اتفاجئت بأن أحد مصورني» هكذا علقت الطالبة العراقية سارة حسين، على انتشار صورها برفقة والدها أثناء ذهابها لتأدية امتحانات الثانوية العامة، وفق«سكاي نيوز».

الظروف القاسية التي تعيش بها أسرة الطالبة «سارة» جعلتها مصدر إلهام لكثير من الفتيات، فبالرغم من الحالة التي عليها عربة «الستوتة» كما يُطلق عليها في العراق، إلا أنها لم تكترث لهيئتها ولم تفكر سوى في مستقبلها، إذ تسعى للالتحاق بكلية الطب، وتساعد أسرتها وتحسن من وضعهم المادي، إذ يقتطع والدها مبلغ شهري من راتبه نحو 150 ألف دينار، نظير أقساط البيت الذي يسكن فيه.

ظروف قاسية ومرض

انقطعت الفتاة العراقية عن الدراسة لمدة 5 أعوام، بسبب سوء الأحوال المادية، وحينما تحسنت بعض الشيء عادت من جديد لتحقيق طموحها رغم كونها غير مقتدرة ماديًا على أخذ دروس خصوصية ومجموعات تقوية: «أنا مصرة على تحقيق النجاح رغم صعوبة الظروف، ورغم انقطاعي الطويل عن الجو الدراسي».

بخلاف الأوضاع المادية السيئة التي تعيش بها الأسرة، بل إنهم يعيشون في مشقة أخرى بسبب مرض الأخ الأكبر الذي يعاني من تشوهات في القدمين والفك والصدر، وتحتاج حالتها لعلاج بتكلفة تبلغ 8 آلاف دولار.

والد سارة يروي الكواليس

خرج الأب رفقة ابنته في تمام الساعة السادسة صباحًا مستقلين عربة«الستوتة» في طريقهم نحو المدرسة حتى تؤدي امتحانات الثانوية العامة، في القسم العلمي، غير مكترث بالمارة وما يحيط به فقط يركز في طريقه حتى تصل«سارة» في الموعد المحدد: «تفاجئت بالصورة وهو ما أسعدني كونه سلط الضوء على معاناتنا جراء ضيق الحال وسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادي، لا أملك سوى هذه العربة المتواضعة، التي أنقل عبرها أحيانا بعض الأغراض والأدوات المنزلية كثلاجات أو مكيفات، لقاء مبالغ بسيطة، فنحن بحاجة لدعم من الحكومة والجهات المسؤولة».