رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«بتديله اللبوس على الهوا».. أمهات تعرض أطفالها لخطر «الإباحية» بقنوات على «يوتيوب»

كتب: آية المليجى - هدى رشوان -

01:46 م | الأربعاء 26 مايو 2021

أمهات تعرض أطفالها لخطر الإباحية

«الباش ممرضة ومعلومة مفيدة» و«آروبه في بيتي وشغلي» وغيرهما من قنوات وجدت لنفسها طريقًا عبر موقع «يويتوب» استغلته كمنصة إلكترونية يشهدها الملايين في بث مقاطع فيديو تبدو كأنها تعليمية أو مفيدة، لكن الهدف من ورائها لم يأت بالخير، ربما يصل الأمر لأهداف مدمرة لقيم الأسر المصرية.

فعبر مقطع فيديو لم يتعد سوى دقائق قليلة، تخرج سيدة بصوت هادئ تلقي السلام والتحية على متابعيها، تحفظت إحداهن على عدم إظهار وجهها والاكتفاء بصوتها في شرح درس جديد عن كيفية «إعطاء الطفل اللبوس» وبدلًا من الاستعانة بدمية لشرح الطريقة الصحيحة، لكن الكارثة تقع في استخدام طفلها وإظهار عورته بالفعل، لإعطائه «اللبوس».

الباش ممرضه ومعلومة مفيدة

«أهلًا بيكم فى قناتي المتواضعة وعملت القناه دي عشان أعلمكم كل حاجة اتعلمتها في مجال التمريض ويارب تستفيدوا شكرًا لدعمكم المستمر يارب أكون عند حسن ظنكم بيا بحبكم فى الله» هكذا تعرف «إيمان» الممرضة، صاحبة قناة «الباش ممرضة ومعلومة مفيدة» نفسها عبر قناتها على «يوتيوب» التي أسستها منذ شهر يونيو 2019.

18 فيديو هو عدد مقاطع الفيديو التي احتوتها قناة «الباش ممرضة ومعلومة مفيدة» بإجمالي أكثر من 600 ألف مشاهدة، لفيديوهات تضمنت عناوين «طريقة إعطاء لبوس شرجي» و«طريقة إعطاء لبوس للأطفال» و«حضن عضل في المنزل» و«طريقة إعطاء اللبوس لطفل عنيد ومتعب» وغيرها من عشرات الفيديوهات التي تضمنت المحتوى ذاته، تظهر من خلالهم الأم بصوتها برفقة طفلها، الذي حولته كنموذج تقليد إعطاء «اللبوس» أمام آلاف متابعيها.

آروبه في بيتي وشغلي

الوضع ذاته لم يختلف كثيرًا عن قناة «آروبه في بيتي وشغلي» غير أن صاحبتها وهي أيضًا ممرضة، بحسب تعريف نفسها، تظهر بوجهها وهي مرتدية النقاب، مصطحبة أيضًا أطفالها بأوضاع مختلفة ليكونوا نموذجًا في كيفية إعطاء «اللبوس وحقن العضل» أمام مشاهدة القناة التي وصل عدد مشاهديها إلى أكثر من 2 مليون مشاهد منذ إنشائها في شهر فبراير في العام 2020.

«قناة متخصصة فى تقديم حلقات وفيديوهات عن كل ما يخص المعلومات التمريضية.. تقديم تثقيف صحي لكل الأمهات في التعامل الصحيح مع الاطفال.. تقديم معلومات ونصائح لكل شخص يحمل مشكلة أو حمل مرض معين.. إزاى تكون ممرضة شاطرة وماهرة ومتحتاجيش لحد وتنفعي بيتك وزوجك وأولادك» فهو جزء من تعريف السيدة بنفسها عبر قناتها على «يوتيوب» تستقطب المزيد من المشاهدين، لكن الفرق أيضًا بأن القناة تحتوي على أنواع مختلفة من الفيديوهات ليس فقط «الحقن واللبوس».

مسؤول قواعد البيانات: فيديوهات انتهاك لحقوق الأطفال

استغلال الأطفال بهذه الطريقة وإظهار عورتهم أو تشجيعهم على تقليد حركات وأوضاع غير لائقة، حتى إن كان لهدف تعليمي، أمر خاطئ وربما يكون مدخلًا لأبواب شر أخرى، فبحسب مالك صابر، مسؤول قواعد البيانات، فإنه رغم أن الهدف الأساسي من الفيديوهات تعليمي، لكن الطريقة التي قدمت بها تعتبر انتهاكا للأطفال.

مالك صابر: هذه الفيديوهات تستغل من أصحاب المواقع الإباحية

وتابع «صابر» خلال حديثه لـ«هن» أنه من خطر تصوير فيديوهات للأطفال بهذه الطريقة تستغل أيضًا بغرض الإباحية، خاصة من أصحاب هذه المواقع الشهير عبر الانترنت، وأيضًا تعرض صاحبة القناة للمسائلة القانونية، خاصة إذ كان الطفل ليس بحاجة لاستخدام «اللبوس»؛ فيمكن أن يعرضه لمضاعفات جسدية خطيرة، لذلك يعتبر الحل الأنسب إذ كان الهدف تعليمي هو استخدام الدمية، وهو أمر متاح في تعليم الأمور الطبية وليس أجساد الأطفال، وأيضًا من الأخطار التي تهدد الأطفال هو تعويدهم على أوضاع غير لائقة أمام الجميع.

مالك: أصحاب هذه القنوات مصابين بمرض الشهرة

وأكد مسؤول قواعد البيانات، أن هذه الفيديوهات انتهاك لحق الأطفال، خاصة أن أعمارهم متجاوزة الأشهر، ويمكن أن تكون أصحاب هذه القنوات غافلات عن كل ذلك: «ممكن يكونوا بيسعوا للشهرة وإنها مش مصدقة أن اللي بتعمله دا مش صح».

أما عن إمكانية الرقابة على هذه القنوات، أوضح «صابر» أن الرقابة من المسؤولين في موقع «يويتوب» يصنفون هذه الفيديوهات باعتبارها تعليمية، لكن غلقها سيتم عن طريق عمل «reports» باعتبارها انتهاكا للأطفال، ما يؤدي إلى غلقها بالفعل.

سحر الجعارة: نحن أمام مافيا للإتجار بالأطفال

«مافيا للاتجار بالأطفال» هكذا وصفت سحر الجعارة، الكاتبة الصحفية، محتوى هذه الفيديوهات، لتطرق إلى أمر أكثر خطورة وهو منح مرضى البيدوفيليا «الاشتهاء والوَلَع بالأطفال»، مادة جديدة لهم لتحفيزهم على الاستمرار في الاعتداء الجنسي على الأطفال.

وصفنت «الجعارة» هذه الفيديوهات بأنها انتهاك واضح للأطفال، مسشتهدة بالمادة 2 من القانون 64 لسنة 2010 بشأن الاتجار بالبشر، التي نصت على أنه «يُعد مرتكباً لجريمة الاتجار بالبشر كل من يتعامل بأية صورة في شخص طبيعي، بما في ذلك البيع أو العرض للبيع أو الشراء أو الوعد بهما أو الاستخدام أو النقل أو التسليم أو الإيواء أو الاستقبال أو التسلم سواء في داخل البلاد أو عبر حدودها الوطنية، إذا تم ذلك بواسطة استعمال القوة أو العنف أو التهديد بهما، أو بواسطة الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع، أو استغلال السلطة، أو استغلال حالة الضعف أو الحاجة، أو الوعد بإعطاء أو تلقى مبالغ مالية أو مزايا مقابل الحصول على موافقة شخص على الاتجار بشخص آخر له سيطرة عليه -وذلك كله- إذا كان التعامل بقصد الاستغلال أيا كانت صوره بما في ذلك الاستغلال في أعمال الدعارة وسائر أشكال الاستغلال الجنسي، واستغلال الأطفال في ذلك والمواد الإباحية أو السخرة أو الخدمة قسرا».

وفي محاولات جادة لوقف هذه الفيديوهات وحماية الأطفال من أخطار تقترب منهم، قدمت الكاتبة الصحفية سحر الجعارة، بلاغًا للمستشار حمادة الصاوى النائب العام، وللمجلس القومي للطفولة والأمومة «لن نقف مكتوفي الأيدى أمام الشرف المراق لغلام أو طفلة بريئة، وتسويق الشذوذ الجنسى عبر الإنترنت.. إنها وحشية ممنهجة يجب ردعها بالقانون».

القومي للطفولة: قدمنا بلاغ للنائب العام

واستمراره في دوره للحفاظ على حقوق الأطفال، قدمت الدكتورة سحر السنباطي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، بلاغًا للمستشار حمادة الصاوي للنائب العام ضد هذه القنوات وأصحابها، وفي انتظار القرار الذي ينتهى إليه النائب العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أصحاب هذه القوات وحماية الأطفال.