رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أم وبناتها يصعدن الجبل يوميا من أجل لقمة العيش: عليا ديون ونفسي أرتاح (صور)

كتب: آية المليجى -

01:55 م | الإثنين 26 أبريل 2021

السيدة صباح وإحدى ابنتيها

منزل بسيط يخلو من مظاهر حياة ناعمة لا شيء يضمه سوى غرفة واحدة وصالة ضيقة تحوي بداخلها مفروشات متهالكة، ومساحة أخرى أكثر ضيقًا مخصصة للمطبخ، فهنا تعيش أم برفقة ابنتيها، في قرية شما بمحافظة المنوفية، حياة شاقة مليئة بالصعوبات من تزايد الديون ومواجهتها بالعمل في الجبل لتنقية المحاصيل.

صباح عبدالحميد، أم لابنتين «آية وأمنية» تحملت مسؤولية تربيتهما، منذ الطفولة، بعدما طلقها الزوج قبل 13 عامًا، وطردها من مسكن الزوجية دون أي حقوق، حملت طفلتيها، أصغرهما كان لا يتعدى عمرها عن الأربعة أعوام، استضافها شقيقها، لكنها خرجت باحثة عن أي عمل كريم يوفر لها مصدر رزق لطفلتيها.

من العمل كـ«دادة» في حضانة وغيرها من أعمال بسيطة، ظلت «صباح» تنفق على ابنتيها، بينما اختفى دور الأب عن بناته «مكنش يعرف عنهم أي حاجة.. لا شافهم ولا صرف جنيه»، ظلت الأم بمنزل شقيقها حتى ضاق الحال وأصبح عليها البحث عن منزل مستقل.

«البيت ضاق وأخويا كان عاوز البيت لعياله.. حقه» أتبعت «صباح» نظام «الجمعية» واقترضت مبلغا من أحد البنوك، لتشتري المنزل الصغير احتضنت فيه ابنتيها بداخله وعكفت على استكمال مشوارها، في تربيتهما وزادت عليها أعباء الديون، بعدما خطبت إحدى الابنتين، وأصبح عليها تجهيزها مثل أي عروس «مش عارفة أجبلها الجهاز.. طلبت من أبوها قالي تقعد عندي 13 سنة زي ما قعدت عندك.. وهو اللي كان سايبهم.. وهفضل اشتغل لغاية ما أجهزها زي أي بنت».

كبرت الابنتان وأصبح عليهما مساعدة «الأم الشقيانة»، ليكون العمل بالجبل هو مقصدهن الجديد، فعلى أحد الجبال بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، تصطحب «صباح» ابنتيها من قبل طلوع الشمس، يذهبن إلى العمل بتنقية وجمع المحاصيل «باخد بناتي وبنطلع الجبل.. بنشتغل هناك نجمع الفاصوليا أو الطماطم.. نعمل الورق عنب.. أي حاجة نشتغلها».

فمن الثالثة فجرًا يبدأ يوم جديد في حياة الأسرة المكافحة لم يختلف تفاصيله عن أيام سابقة «بنصحى من 3 الفجر.. وننزل حتى الفجر بنصليه في العربية.. نوصل الجبل على 6 ونبدأ الشغل»، 70 جنيها هو أجر اليومية التي تتحصل عليها كل منهن، وأحيانًا يحتجن للعمل ساعة إضافية ليزيد من أجر اليومية «إحنا شايلين بعض ومتحملين مسئولية بعض.. بنجازف بحياتنا عشان أكل العيش».

تخاطر «صباح» بحياتها برفقة ابنتيها لكن لا شيء أمامهما سوى العمل لأجل مكسب يوفر حياة كريمة ويساعدهن على تسديد القروض «نفسي أسدد القروض اللي عليا وأجوز بنتي.. إخواتي غلابة واللي بيساعدني بتكون حاجة بسيطة.. نفسي أنام مرتاحة مش عليا حاجة».