رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«أم كريمة» تتجول بألعاب الأطفال مقابل 10 جنيهات: 21 سنة كعب داير

كتب: آية أشرف -

01:48 م | الأربعاء 21 أبريل 2021

أم كريمة

حملت ملامحها تجاعيد المشقة التي عاشتها، جسدها النحيل، وووجها العجوز، وقلة حيلتها، لم تمنعها من العمل لكسب قوت يومها، وجني الجنيهات التي تساعدها على تحمل أعباء الحياة.

«أم كريمة» صاحبة الـ65 عامًا، أكثر من 21 عاما تدور على قدميها «كعب داير» بميادين وشوارع المنصورة، باحثة عن مقابل لعملها يساعدها في تربية أبنائها، بعدما تخلى عنها زوجها وانفصلت عنه، تاركًا لها طفلين حينها، باتت مسؤولة عنهما بشكل كامل.

شراء الملابس وبيعها بالأسواق، كانت هي خطوة «أم كريمة» الأولى، عقب الانفصال، لم تجد أمامها سوى البحث عن المصانع، وشراء الملابس بأسعار الجملة، ومن ثم بيعها بالأسواق والميادين.

لا تملك محل أو مكان، صحتها هي مصدر رزقها، التي باتت تنهمك شيئًا فشيئًا، حتى قررت ترك أمر الملابس والاتجاة لألعاب الأطفال. 

«من يوم ما جوزي طلقني سنة 2000 وأنا كدة».. تسرد السيدة الستينية أمرها، مؤكدة إنه فور انفصالها لم تكن تملك مال أو مِلك، وباتت مسؤولة عن طفلين، وهي لا تعمل، فلم تجد أمامها سوى التجول بالملابس قبل أن يمر العمر ويزداد التعب عليها.

«جبت مكان نعيش فيه بالإيجار، علمت عيالي، وجوزت بنتي، وقاعد معايا ابني 28 سنة، بس مش لاقي شغل، بصرف عليه لحد ما يقدر يلاقي وظيفة، خصوصًا أن أبوه تخلى عنه»، هكذا تروي «أم كريمة» تفاصيل قصتها لـ«هن».

التجول بألعاب الأطفال كانت اختيارها الأخير، للحصول على احتياجات المعيشة: «تعبت ومبقتش قادرة ألف من المصانع للأسواق أبيع الهدوم وفكرت في لعب الأطفال».

ساعات طويلة من الليل، تقضيها السيدة المُسنة، بعدما تجلب ألعاب الأطفال من المصانع، وتضعها في عجلة سوق ثقيلة، وتبدأ بـ«جرها» محاولة البحث عن زبائن: «بقعد ألف على رجلي من بعد المغرب يمكن حد يشتري، ببيع اللعبة بـ 10 جنيه، وربنا بيرزق».

كُشك أو وظيفة لنجلها هي حلم السيدة: «نفسي ابني يتوظف، أو حتى يبقالي كُشك بدل اللف على الرجلين».