«هنساعدك تبطل مخدرات» شعار رفعه عدد من الشباب الذين حرصوا على تكوين مجموعة تحمل نفس الاسم على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، والتي أسست في شهر يونيو 2020 وضمت نحو 3000 عضو تقدم نصائح لمن تعرض لتجربة الإدمان.

بين الأعضاء خرجت فتاة تدعي «م.ع» تبلغ من العمر 26 عاما تكشف عن تجربتها مع الإدمان والذي تعلمته خلال سنوات دراستها الجامعية، تحكي الفتاة عن تجربتها قائلة: «كنت بكره الجامعة لما دخلتها ومكنتش أعرف حد فيها وكنت بعيط الصبح علشان مروحش، وكان فيه شلة دايما بتهزر وتضحك وكان نفسي أبقى منهم بس قالولي إني مش شبهم، بعدين بقيت بخرج وبسهر معاهم والموضوع كله بدأ بحباية وفضل يوسع لحد ما بقيت مش عارفة أتصرف ولما بقيت محتاجة فلوس بعت سلسلتي وخاتمي الدهب، وسقطت في الجامعة وكنت حاسة كل حاجة في الدنيا وحشة».

حالة من الضياع صاحبة الفتاة في مقتبل عمرها لم تكن تعرف سبيلا سوي أصدقاء السوء، خاصة بعدما رحلت والدتها قبل أعوام قليلة من التحاقها بالجامعة.

تحكي الفتاة بأسي قائلة: «ماكنتش لاقية نفسي، حياتي كانت ضايعة ومكنتش حاسة ان فيه حد قريب مني.. وأقرب ناس ليا كنت شايفاهم بعيد».

بين الحين والآخر تلجأ لصحبة السوء وتحرص على الحصول على تعاطي مخدر من الحبوب ظلت تحصل على حبة واحدة يوميا، حتى أصبح تأثيرها بلا قيمة وهو ما دفعها لتجربة أنواع مختلفة من الإدمان تقول: «بعد فترة مابقتش أحس بتأثير الحباية اللي باخدها بقيت عايزة حاجات أكبر.. وهنا بدأت أحس اني في حالة ضياع تام وأن لازم أقف واقفة مع نفسي».

اختارت الفتاة الطريق الأصعب والأقسي من وجهة نظرها وهو ابلا غابيها بما هي فيه حتى تتوقف عن هذه العادة السيئة، تقول: «قلت لأبويا علشان أمي ميتة ربنا يرحمها، اتصدم وفضل يعيط وضربني وكنت هبدأ أندم، جريت على أوضتي وقفلت على نفسي وتاني يوم روحت له أحكيله التفاصيل وقلتله انا مليش غيرك بعد ربنا يساعدني، أنا بلجألك وعايزه أتعالج وديني مصحة».

استجاب الأب وقرر إدخال ابنته لمصحة علاج إدمان وبدأت في التعافي على حد تعبيرها: «بدأت أحس بأعراض الانسحاب وكنت بموت فيها، كنت حاسة عيني بتطلع وقلبي هيقف وكان بيفوت عليا وقت بصرخ فيه من الصداع والوجع.. لحد ما بقيت كويسة ودلوقتي بحاول انصح البنات والشباب انهم ما يدخلوش السكة دي أبدا».

استغرقت «م.ع» نحو 10 أشهر لتجاوز المحنة الصعبة التي مرت بها، ولكي تستطيع العودة لحياتها تدريجيا تقول: «مش عايزة أفتكر أي حاجة من الفترة الصعبة دي».

لماذا يأخذ الشباب المخدرات؟

طبقًا لبعض الأبحاث والدراسات المنشورة عن أسباب اتجاه الشباب للمخدرات، جاءت النتائج بالرغبة في الهروب من المشكلات النفسية والاجتماعية، خفض التوتر، التخلص من عدم التوافق النفسي والاجتماعي، والشعور بالسعادة التي في الغالب ما يفتقدوها في حياتهم.

وكما أوضحت دراسة ماجستير لكلية الآداب قسم علم اجتماع في عام 2020، فالأسباب تتنوع بين أسباب اجتماعية كالعلاقات بين الوالدين التي تؤثر بالتابعية على الأبناء، فقدانهم للآمان والخوف من المصير، اعتبار الوالدين قدوة سيئة للأبناء وظهورهم في صورة مخجلة تتمثل في تصرفاهم السيئة وانشغالهم المستمر عنهم، القسوة الزائدة عليهم، كثرة تناول الوالدين للعقاقير والأدوية مما يسبب الفضول وحب الاستطلاع والتجربة لدى الأبناء، ضغطهم على الأبناء لأجل التفوق مما يأخذهم هذا لطريق استعمال العقاقير المنبهة والمنشطة ثم لا يستطيع الاستغناء عنها ويزيد الأمر حتى الوصول لمراحل الإدمان.

وأثبتت الدراسة أن أغلب المدمنين أو المنحرفين غالبا ما يأتون من أسر مفككة سواء بسبب الطلاق أو السفر أو غياب أحدهم لأي سبب او انحراف من الوالدين نفسهما، كما أن كثرة المشكل العائلية واضطراب الجو الأسري يؤدي للنتيجة ذاتها بالإضافة لاتصاف الأبناء بشيء من العدوانية واللامبالاه وعدم احترام شعور الآخرين.ومن الأسباب الرئيسية كما وضحت الدراسة هي أصدقاء السوء.

ووضحت الدراسات أن من العوامل الهامة المؤثرة هي زيادة أوقات الفراغ، وظروف العمل التي تؤثر بصورة مباشرة او غير مباشرة على الانزلاق لهاوية الإدمان، سواء بسبب الاحتياج للمنشطات والمنبهات او من قسوة العمل الشديدة أو للهروب من الضغوطات والعديد من الأسباب الأخرى المختلفة، على الرغم من أن البطالة عامل أيضًا لكونها قد تدفع لرفقاء السوء الذين يسحبون للهاوية ذاتها.

أشهر علامات الإدمان

-لديه دافع يسيطر عليه لأن يكون في حالة فقدان للوعي بصفة متكررة.

-ظهور أعراض مثل أعراض الإنفلونزا، من كثرة رشح وسعال وارتعاش وحرارة وهمدان في الجسم.

-ظهور أعراض مثل أعراض الإجهاد مثل احمرار العينين وشحوب لونهما وتساقط الدموع بكثرة وظهور النعاس فيها.

-ظهور علامات لتعاطي الحقن في اليدين.-تغير في سلوك الشخص وتغيير العديد من القيم التي كان يؤمن بها.

-المرور بحالات من فقدان الوعي والدخول في عالم الأوهام مما يجعله يميل للانطوائية والانعزال عن الأنشطة.

-الإهمال للمظهر والراسة والهوايات الثقافية أو الرياضية.

-اختفاء او سرقة أشياء ثمينة من المنزل.

-ردود فعل مبالغ فيها لأقل الأسباب بشكل يخالف طبيعة الشخص العادي.

أساليب الوقاية والعلاج من الإدمان حسب دراسة نشرت عام 2016 من المجلس الوطني لإدمان الكحول والمخدرات، جاء بها بعض الأساليب ومنها:-

التنشئة الاجتماعية الصحيحة وتعديل وتقويم ومتابعة سلوك الفرد.

-دور الأسرة شديد الأهمية في التنشئة والتربية المبنية على المحبة والود والتفاهم.

-الاهتمام بالأنشطة المشتركة.-القدوة الصالحة للأهل.-تعليم الاعتماد على النفس وكيفية التصرف مع أصدقاء السوء.

-التعريف بالمخاطر الناجمة عن الخمور والمخدرات.

-تعليم المبادئ الأساسية للصحة العامة وطرق الوقاية.-أن يكون حدود حاسمة للأبناء، وعدم السماح بتخطيها، فلا يجوز لهم تجربة نوع مخدر أو نوع من الخمور حتى لا يؤدي بهم ذلك لطريق الإدمان.

وتتعدد الأساليب للوقاية والعلاج التي منها ما يقع على عاتق كلا من الأسرة والمنشآت التعليمية والاجتماعية ودور أفراد المجتمع والمؤسسات الدينية.