كتب: سحر عزازى -
04:07 م | الإثنين 25 يناير 2021
ثلاث سنوات ونصف من الفقد، تقاوم فيهم المهندسة ندى حسن، زوجة الشهيد الرائد أحمد عمر الشبراوي، ألم غياب زوجها، الذي استشهد في 7 يوليو 2017، ضمن أفراد كتيبة 103 صاعقة، مع الشهيد أحمد منسي، تتذكر في كل لحظة، الزوج السند، والصديق الشهم، والأب الحنون.
أيام عجاف مروا عليها، هي وصغيرها «عمر»، وطفلتها، التي ولدت بعد رحيل أبيها بشهرين، مشاعر مختلطة تراودها ما بين إحساس الفخر والامتنان للزوج البطل، الذي لم يستسلم، ولم يخن بلده، ووقف شجاعًا، وتحمل المسؤولية للدفاع عن وطنه، ومشاعر افتقاد الزوج الحنون الذي لم يترك مناسبة بينهما، إلا ونظم لها حفلًا يليق بقصة حبهما، سواء عيد زواجهما، الذي كان يوافق يوم ميلاده، وعيد ميلادها، وذكرى الخطوبة وغيرها.
تحكي «ندى»، أن زوجها الشهيد كان يهتم بأدق تفاصيل حياتهما، رغم انشغاله وسفره طوال الوقت، إلا أنه كان يحاول جاهدًا تعويضهم في فترة إجازته القصيرة، بتنظيم رحلات والسفر معًا لقضاء وقت ممتع، وتحمل جميع أعباء عمله، دون أن يشعر أسرته الصغيرة بشيء.
تقول: «كان بيشاركني كل حاجة، لو نزلت اشتري حاجة كان يقولي استني لما أنزل عشان أجي معاكي، حتى لما كنت حامل في بنتي في الشهر السادس، وقررت أنزل أجيب لها هدومها، قالي لازم أجي معاكي مينفعش تنزلي لوحدك، لدرجة إني في فترة الحمل لما كنا بنعمل عزومة في رمضان، كان بيدخل يساعدني عشان متعبش».
«زوج مثالي» هكذا وصفت ندى زوجها الشهيد أحمد الشبراوي، مؤكدة أنه كان يمتاز بالطيبة والحنية، وبارًا بوالديه، ومحبًا للأطفال: «أفتكر لما كنا في شهر العسل، كنا مثلا بنكون قاعدين على الشط، يسبني ويروح يلعب مع الأطفال، لحد ما خلفنا عمر كان روحه فيه».
وتشير زوجة الشهيد الشبراوي، إلى أن عيد ميلاد ابنهما كان قبل وفاته بخمسة أيام فقط، ووعده أنه سيحتفل معه، في أول إجازة له، لكنه غادر سريعًا: «من الأيام اللي كانت صعبة عليا يوم ولادتي، ويوم لما عمر راح المدرسة، وكان نفسه أبوه يكون معاه».
اشتاق الصغير لوالده، فقرر أن يذهب لقبره ويترك له جوابًا بخط يده لأول مرة، بعد أن تعلم القراءة والكتابة، إذ كتب عمر لوالده الشهيد أحمد الشبراوي: «بحبك أوي يا بابا.. وحشتني»، وتركه وغادر والدموع تفيض من عينيه هو وأمه.
تختتم ندى: «مفقتداه في كل موقف وكل وقت، حتى مشوار الدكتور اللي مكنش بيسبني فيه، بحس إني محتجاله وأنا نازلة أكشف على حد من العيال، كان زوج بمعنى الكلمة، أيقنت أن الكويسين عمرهم قصير».