رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«friends with benefits».. بين الصحوبية والارتباط: حب وتجاوز وصدمة وابتزاز

كتب: آية أشرف -

05:58 ص | الأحد 17 يناير 2021

friends with benefits

«friends with benefits».. ربما طرق ذلك الاسم على سماعك في 2011، عقب عرض الفيلم الأمريكي الذي يحمل هذا الاسم، علاقات عاطفية معقدة، تحت إطار الصداقة، لكنها تشمل الكثير من مشاعر الدعم، الحب، الإعجاب، وحتى تجاوزات العلاقات.

ربما يتفق أطرافها من البداية على إطار وشكل العلاقة، وربما ينساقون دون اتفاق، ليتفاجئ أحد الأطراف بتعلق الطرف الثاني به، لتبدأ  العلاقة بالإختفاء تدريجيًا، دون خلاف أو حتى افتعال مناوشات، فقط يتلاشى التعامل رويدًا رويدًا حتى يعودا لنقطة الصفر. 

وربما ينتهي الأمر عند هذا الحد، ويواجه الطرف الأضعف مأساة الوحدة، وربما يبدأ فصل من الإبتزاز بما تم خلال تلك العلاقة، التي لا مسمى لها، فهي أمر بين الارتباط والصداقة. 

فعلى الرغم من مناقشة الفيلم الأمريكي لهذا المُسمى بعلاقاته منذ 10 سنوات مضت، إلا أن تلك العلاقات بدأت تظهر بشكل كبير بالمجتمع المصري، ربما لخوف البعض من خوض تجربة الزواج، أو محاولات البعض للتسلية، أو حتى بالاتفاق تمردًا على العادات والتقاليد. 

علاقات عديدة، خاضها نماذج كثيرة، منها انتهت بالفعل بالتراضي، ومنها ما تركت خلفها إيذاء نفسي جسيم. 

«سارة» كنت عارفة إنه متجوز بس دخلت في العلاقة 

هكذا بدأت «سارة. م» 26 عامًا، منفصلة عن زوجها حديثها، مؤكدة إنها بعد عامين من الزواج الفاشل التي عاشته، قررت الانفصال لتتعرف فيما بعد على أحد الرجال. 

«اتكلمنا وأعجبنا ببعض، وحبيته، واتعلقت أكتر ما حبيته، لكن بعد سنة وشهر صارحني إنه متزوج». 

وأضافت السيدة لـ «هُن»: «رغم إني ثورت جدًا إنه خبى عليا، وحاول يبرر إنه كان خايف يخسرني، لكن بعد فترة بعدت فيها، رجعت قربت تاني وكملت وأنا عارفة إنه متجوز، وهو قالي إنه مش هيتجوزني، لكن مقدرتش أرجع لوحدي تاني، واكتفيت باللحظات الحلوة اللي بقضيها معاه، وبأنب ضميري عليها بعد كدة»

«رنا» متفقناش على حاجة وأنا اللي حبيته بس

«كلامه واهتمامه، وإنه مختلف كانوا أكتر حاجة شداني، إحنا صحاب، لكن الصداقة دي كان فيها مشاعر كتير، وتفاصيل مش بتحصل بين الصحاب في العادي، كانت كل حاجة أول مرة معاه فحسيت أني بحب». 

ربما قصة «سارة» ليست وحدها، فـ «رنا» صاحبة الـ 27 عام، وقعت في حب صديقها، مُتعلقة على تصرفاته وأفعاله نحوها، التي كانت تعتقد إنها مميزة بها عن غيرها، حتى صارحها أن الأمر مجرد صداقة ليس إلا، حتى وإن شملت بعض التفاصيل الزائدة عن علاقة الصداقة المعروفة.

وتؤكد: «أنا مش كرهاه رغم إني كرهت نفسي، بس مينفعش أفضل سايبة نفسي، معرفش العلاقة دي ممكن ترجعنا صحاب تاني بالمعنى المشهور، ولا هينهيها حد مننا، لكن الأكيد إني زعلانة والغضب مسيطر عليا لأني مطلعتش شخص يتحب حتى لو حاول يحافظ على اللي قدامه بكل الطرق، ولا كنت كفاية رغم إني حاولت، فحسيت إني خسرت، ومش متأكدة هل عندي مشاعر أقدر أقدمها لحد تاني ولا لاء». 

«ماريا» بمجرد ما صارحني سبته 

علاقة جديدة عاطفية دخلتها «ماريا» 25 عامًا، مع أحد زملائها، إعجاب، ونظرات، وتبادل أحاديث انتهى بارتباطهم عاطفيًا، دون أن يبوح لها زميلها بشيء رسمي، حتى نفذ صبرها وطلبت منه التقدم لخطبتها. 

«مقولتلكيش بحبك».. هكذا كان رد الطرف الآخر، الذي وضع «ماريا» في صدمة كبيرة، فكانت تعتقد أن الحب الأفعال وأن النطق به مجرد أمر إضافي، قائلة: «طلب مني بشكل صريح نفضل مع بعض بدون خطوة رسمية، ونفضل كدة، وقتها خدنا قرار إني لازم أبعد خالص، وحتى الشغل اتنقلت منه عشان ميأثرش عليا، رغم أن الموضوع منتهاش من تفكيري». 

رجال يردون.. مكناش عاملين حسابنا

ربما تلك العلاقات المعقدة التي بطلها الرجل عادًة لها الكثير من وجهات النظر، ليست فقط وجهات نظر الجنس الناعم، ولكن الطرف الآخر. 

فعلق «هاشم.م» 32 عام، على الأمر، قائلًا: «مش بشوف البنت مش محترمة عمومًا، أنا بقدر المشاعر، ولو ضعفت مش معناه إنها مش كويسة، لكن في الأول والآخر دي مشاعر، ممكن يكون الراجل حبها في موضع معين لكن مش شايف إنها تصلح لوضع تاني، فطبيعي لازم ينسحب». 

بينما وجد «محمد.أ» 30 عامًا، أن الأمر في الأول والنهاية أساسه الاتفاق، قائلًا: «لازم البنت والولد يتفقوا علاقتهم رايحة فين من الأول، لو مشاعر حد فيهم اتغيرت يحاسب نفسه ويسيطر عليها، لكن لو مكانش في اتفاق، فاللي حصل يبقى اسمه لعب وواحد فيهم لازم يتأذي». 

وعلى الجانب الآخر، وجد «عمرو. م» 28 عامًا أن أغلب تلك العلاقات هدفها التسلية فقط: «بيبقى على الأغلب حد بيجرب أو بيتسلى، ومش عامل حسابه إنها هتوصل لكدة، وفي الأخر الموضوع بيخلص كتجربة وعدت». 

بينما رأي «أحمد» 26 عامًا، أن الأمر في النهاية يرضخ للشعور بالإنبساط بين الطرفين، قائلًا: «انا شايف ان العلاقات دي هتأذي اللي بيخوضها سواء واحد ولا واحدة بسبب استنزافها من المشاعر الداخلية اللي موجودة، وفي لحظة هيجي يقول هو انا بحب الشخص اللي قدامي عشان ارتبط بيه ولالا ومش هيعرف حتى امتى بيحب الحب اللي يبقى عاوز يككمل معاه بقية حياته وامتى لا، وهيفضل مكمل ف الدايرة دي طالما وقع ومش قادر يسيطر على مشاعره ولا اللي بيحصل»

استشاريون.. اللي هيحب هيدفع التمن والخوف من الابتزاز 

وفي هذا السياق، علقت الدكتورة هالة عفت، الاستشاري النفسي ومدرب تنمية الذات، إن تلك العلاقات هي علاقات سامة خاصة للشخص الأضعف، قائلة: «اللي هيحب ويضعف هيتأذي، ومش هيعرف يتخلص من مشاعر الحب دي، لازم على الأقل يقعد 3 شهور ميكلمش الطرف التاني ولا يعرف عنه معلومة». 

وتابعت الاستشاري النفسي خلال حديثها لـ «هُن»: «الأذى في المشاعر أصعب بكتير من الأذى الجسماني، لأن الشخص وقتها بيفقد ثقته في اللي حواليه، حتى لو صادفه صدفة صادقة مش هيأمن بيها، ولا هيديها فرصة». 

ممكن يبتزها في الآخر 

كان هذا رأي الدكتور، طارق إلياس، مدرب التنمية البشرة، واصفًا تلك العلاقات بـ «اللعب، ونوع من الخداع». 

قائلًا: «على الأغلب الولد مش هيقولها، وهيسيبها كدة، وفي النهاية هيقولها أنا موعدتكيش بحاجة، ومغصبتكيش، غير إنه هيحملها هي الذنب». 

وتابع «إلياس»:«للأسف برده البنت هنا مسؤولة، لازم تبقى عارفة من البداية المسشاعر والعلاقة دي نهايتها ايه، وتتحرك وتتصرف بالعقل حسب معتقداتها وتقاليدها، لأن البعض بيتسلى ويلعب لا بيحبها ولا عمره فكر ولا هيفكر فيها، بيبقى معاها وبيفكر في واحدة تانية يتجوزها».  

وأضاف: «المشكلة أن نوع من الشباب ممكن يبتزها بأي حاجة، وده اللي هيكون عواقبه وخيمة».