مشهد إنساني أدمى القلوب، داخل غرفة الرعاية المركزة في مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية، سرعان ما انتشر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على مدار الساعات القليلة الماضية، والذي رُصد خلاله لحظات من الرعب عاشاتها ممرضة، وهي جالسة وقابضة بيديها على ركبتيها، تتحسس المشهد من حولها في صمت تام، بعدما خيم الهرج والمرج وسط الصراخ على الغرفة الصغيرة، لكن نظراتها تتحدث بكل ما يدور بداخلها من شعور بالرعب وأيضا العجز عن إنقاذ مرضاها ضحايا كورونا من الموت، إثر انقطاع الأكسجين عنهم بشكل مفاجئ.

بدت الفتاة التي تدعى آية علي محمد، وهي تعيش لحظة من الصمت التام مصحوبة بنظرات من الخوف والصدمة الشديدين، من هول الموقف الذي وقع بشكل مفاجئ، نتيجة نقص الأكسجين داخل غرفة الرعاية المركزة لعزل مرضى كورونا، بمستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية.

استشاري نفسي ينصح ممرضة الحسينية بالابتعاد عن عملها لفترة

ومن جانبها، علقت الدكتورة هالة حماد استشاري الصحة النفسية، أثناء حديثها لـ«هن»، على ما مرت به الممرضة خلال تلك اللحظة، موضحة مدى شعورها الكبير بالمسؤولية تجاه الموقف ومرضاها وعدم القدرة على إسعافهم.

وقالت حماد: «في ناس لما بتتخض بتحصلها حالة لا حراك، وبتدخل في رعب كامل، وبتسبب صدمتها في عدم حركتها، وده اللي خلى الممرضة قعدت في مكانها بالشكل ده ومتحركتش، وده دليل على إحساسها الكبير بالمسؤولية، فضلا عن شعورها بالعجز جهة المرضى وإنها مقدرتش تلحقهم، وشعورها بالألم النفسي الشديد كنوع من الاعتراض على الموقف».

نصائح للممرضة للتعافي من الصدمة

وقدمت استشاري الصحة النفسية، مجموعة من النصائح للمرضة للتعافي سريعا من صدمتها الأخيرة، وهي: 

- الابتعاد عن مكان العمل وحدوث الواقعة لمدة أسبوعين على الأقل.

- يجب على الأهل الاهتمام بها ورعايتها جيدا والتحدث معها كثيرا خلال تلك الفترة.

- في حال استمرار صدمتها، يجب عرضها على طبيب نفسي لمحاولة علاجها بشكل أسرع.