رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

نهشتها ذئاب دار الأيتام والشوارع.. زهرة تحلم بالحياة: "نفسي في بيت يحميني"

كتب: سحر عزازى -

07:40 م | الأحد 29 نوفمبر 2020

زهرة

تربت في دار أيتام، كتب بجوار اسمها "مجهولة النسب" اختاروا لها اسم زهرة شريف مختار، تعرضت للتعذيب والضرب وسوء المعاملة حتى قررت الهروب في سن الـ16 عام، بعد إجبارها على الزواج من رجل في عمر جدها ووضع المهدئات لها في الأكل حتى تستجيب لرغبتهم حسب وصفها: "كانوا بيجوزونا لرجالة كبيرة وعشان أنا مش حلوة محدش كان بيرضى بيا، وكنت بغسل وبمسح وبشتغل خدامة وهربت أنا وبنات تانية لحد ما عرفت بعدها إن الدار اتشمعت".

 

حياة مريرة عاشتها "زهرة" في شوارع العدلية بالإسكندرية بعد هروبها من الدار، تعرضت للأذى النفسي والجسدي وخرج عليها شباب ينهشون في عرضِها وحين، رفضت لاقت جزاءها بجروح غائرة في وجهها ورقبتها وجانبيها: "وشي كله علامات وملاقتش حد ينقذي ويدخلني مستشفى فجأة لاقيت نفسي غرقانة في دمي والجرح ساب علامة وبلبس نقاب عشان أخبيها من عيون الناس".

ظلت في الشوارع بلا مأوى لعدة سنوات واستسلمت لرغبة ذئاب الليل، حتى قابلت رجل يعمل قهوجي وكان يعطف عليها حين يراها جالسة في الحديقة وطلب الزواج منها رغم رفض والدته وعاشت معه عاما ونصف وأجبرته أمه على طلاقها بحجة أنها لم تنجب حتى الآن: "قالتله روح أكشف عليها ولو مبتخلفش أرميها وبالفعل روحنا عند الدكتورة وقالت إن عندي تكيس على المبايض ومحتاجة فلوس كتير عشان اتعالج، طردتني حماتي بالعباية اللي عليا وعشان بيحبني إداني ألف جنيه دفعتها إيجار أوضة".

 

جلست أمام أبواب المساجد تمسح الأحذية وداخل المطاعم تنظف السمك وتمسح السلالم والبيوت لتوفر قوت يومها وتدفع الإيجار 550 جنيها حتى أتت أزمة كورونا وتم الاستغناء عنها ومن وقتها حتى الآن لم تجد دخلًا تعيش منه: "كنت باخد 30 جنيها في اليوم بشيل كل يوم 20 جنيها عشان الإيجار وباكل وبشرب وبشترلي الأنسولين بـ10 جنيهات وكنت مبسوطة".

تحلم صاحبة الـ26 عامًا بشقة تأويها من العيش في الشارع الذي تسبب في أزمة نفسها لها، مضيفة: "كنت بحاول أوصل للفنانة ياسمين صبري تساعدني وتعملي عملية في وشي وتوفرلي شقة"، أمنية وحيدة تراود "زهرة" ليل نهار، لتنجيها من الجوع والنوم على الأرصفة، مؤكدة أنها تعبت وتريد أن ترتاح: "عليا ديون كتير ومحدش هيتقبلني بسبب ظروفي".