قال الدكتور سيد فتح الله، عضو هيئة علماء الجمعية الشرعية في مصر، إن الطلاق حُكم أعطاه الشرع للرجل لكن بضوابط شديد وتضيق، كما أن الدولة تتدخل في حالة الشقاق بين الزوجين، موضحًا أن الإسلام به ثوابت لا تتغير، ولكن هناك أشكال وفروع تتغير بتغير الزمان والمكان والعرف والحال، مؤكدا أن التوفيق بين الثابت والمتغير سمة من سمات الإسلام.

وأضاف "فتح الله"، خلال حواره في برنامج "يتفكرون"، مع الدكتور خالد منتصر، على شاشة "الغد" الإخبارية، أن الإسلام وصف عقد الزواج بـ "الميثاق الغليظ"، لا يجوز وصفه بغير ذلك، "لا نستطيع أن نقول علاقة عابرة أو نزوة طائشة بل زواج مشروع، كنت أدرس في ألمانيا كان حتى الباكستانين يقولوا نكاح بالمسمى الإسلامي".

وأوضح عضو هيئة علماء الجمعية الشرعية في مصر، أن الزواج مؤسسة معروفة نّص عليها الشرع، والطلاق أيضًا جزء من هذه المؤسسة إذا استحالت العشرة، "نحن نأسف بشدة لكل ما يحدث من تفكك أسري ناجم عن عدم فهم الشرع، التفكك الأسري ليس ناجمًا عن الشرع، لأن الإسلام ضبط هذا، وجعل الأصول ثوابت".

واستشهد الدكتور سيد فتح الله بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)، موضحا أن الإسلام يلزم الرجل بالمهر وتأسيس البيت وغير ذلك، وهذا يتضح أن الدين حريص على إقامة البيت وليس على هدمه؛ لأن الرجل هو الذي سيتكبد خسائر فادحة إذا أقدم على الطلاق، فضلا عن الخسائر النفسية والاجتماعية والأسرية.

وتابع: "هناك خسائر مادية ضحمة يقع فيها الراجل إذا حكمنا الإسلام، الرجل العاقل عليه إقامة بيته لأسرته وينبغي أن يحافظ على هذا الكيان".