رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ولدت بلا يدين وترسم بقدميها.. والدة الطفلة "رحمة": بنتي فنانة وهتحقق حلمها

كتب: عبدالله مجدي -

11:26 م | السبت 14 نوفمبر 2020

الطفلة رحمة

في إحدى زوايا غرفتها الهادئة، تجلس بطريقتها المعتادة، قدماها متشابكتان وكأنهما يحتضنان بعضهما، تضع قلم الألوان بين إصبعي قدمها اليمنى وتحكم سيطرتها عليه، تلك الوسيلة الوحيدة لمساعدتها على الكتابة والرسم، لتطلق العنان لخيالها وإبداعها، وتبدأ في شغف الرسم والتلوين، تارة ترسم عصفورا، وأخرى ترسم مباني وأشجار، وثالثة شخصا يشبهها ولكن بجناحين بدلًا من يده.

شاء قدر الطفلة رحمة عزت الطالبة بالصف الأول الابتدائي، بمدرسة مدينة فارس للتعليم الأساسي بمحافظة الفيوم، أن تولد دون ذراعين، ولكنها لم تستسلم لتلك المعضلة، لتعتمد على قدرات أخرى تمكنها من استكمال حياتها بشكل طبيعي، وتحقق بها شغفها في الرسم والتلوين، أملًا في أن تكون رسامة مشهورة، وتسبق ذويها الذين يمتلكون ذراعين بشكل طبيعي، لتؤكد لنفسها وللمجتمع أن الظروف مجرد كلمة لا تعطل سوى معدومي العزيمة فقط.

المهندسة هبة أحمد والدة الطفلة رحمة تروي لـ"الوطن"، سبب ارتباط صغيرتها بالرسم، الذي ظهر فجأة دون تدخل العائلة في تنمية تلك الموهبة، "اكتشفنا حبها للرسم والتلوين، فكنا بنوفر لها الأدوات ومع الوقت رسمها وتلوينها بقى بيتطور بشكل كبير".

حب الرسم والشغف إرث حصلت عليه "رحمة" من أسرتها، حيث ينطبق عليها مثل "ابن الوز عوام"، فالأب والأم يعملان مهندسين ولهما خبرة في مجال الرسومات المعمارية، كذلك خالة الطفلة معلمة تربية فنية وتمتاز برسوماتها الجميلة: "بتحب تقضي وقتها كله في الرسم والتلوين سواء في أوقات الدراسة أو الإجازة".

أولي رسومات طالبة الصف الأول الابتدائي كانت سمكة كبيرة تقفز داخل مياه البحر، لتتوالى بعد ذلك الأشكال المختلفة التي ترسمها والتي تتنوع ما بين أشجار، وأشخاص، واستخدام المكعبات في بناء منازل وتجمعات سكنية.

لم تواجه أم الطفلة صعوبة في تدريب طفلتها على استخدام القدم في نمط حياتها، حتى أن "رحمة"، دربت نفسها على استخدام فمها لاستخدام القلم، "كمان بتساعدني في ترتيب البيت وفي المطبخ، مفيش حاجة بتوقفها".

تحلم أسرة "رحمة"، أن تصبح الفتاة صاحبة الـ6 سنوات، أحد أشهر الفنانات في مجال الرسم، مع دعمها الكامل لتحقيق ذلك الهدف، وتقديم كافة الإمكانات والدعم لها حتى تصل لذلك الهدف، "هنعمل كل اللي نقدر عليه عشان تحقق حلمها".

بحماس لا يتناسب مع صغر سنها تحدثت الطفلة رحمة، عن حبها للرسم والتلوين الذي تستمع في قضاء وقتها فيه، وأمنيتها بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، "نفسي أقابله زي الأطفال التانين وأسلم عليه".