رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"علاقتي بأمي باظت وجدار الأمان انهار".. فتاة تحكي تجربتها مع الختان

كتب: شريف سليمان -

08:06 ص | الثلاثاء 11 فبراير 2020

الإعلامية لميس الحديدي

استضافت الإعلامية لميس الحديدي، عددا من الفتيات اللاتي تعرضن للختان وبقيت ذكرياته عالقة في أذهانه، رغم تعرضهن له في فترات طفولتهن، وذلك خلال حلقة الإثنين، من برنامج "القاهرة الآن"، الذي يعرض عبر شاشة "الحدث".

وقالت الدكتورة أميمة إدريس أستاذ أمراض النساء والتوليد بقصر العيني، إن عمليات الختان وصمة عار في جبين المجتمع المصري، موضحةً: "حتى لو سلمنا إن قناعتكم صحيحة، لماذا هناك تفرقة في المعاملة بين الولد والبنت؟ لماذا يتم إجرائها للولد بالبنج في عمر 40 يوما والإصرار في نفس الوقت على إجرائها للفتاة بواسطة داية دون بنج إضافي".

وأشارت، إلى أن قضية الختان تعد إهدار لحقوق الإنسان، متسائلة عما إذا كانت من الدين فلماذا لم نشاهدها في السعودية، مشيرةً إلى أنها عادة إفريقية تتدرج في نسبها من شمال مصر لجنوبها فكلما اتجهنا للجنوب زادت حدة الختان.

وكشفت أن الآثار الصحية، قد تتسبب في الوفاة لغزارة الشعيرات الدموية في هذه المنطقة ومع قطع هذا الجزء قد يتسبب في نزيف حاد وهذا سبب الوفاة، موضحةً أن الحالات المعلن عنها أقل بكثير مما يحدث ونحن نستقبل يومياً في قصر العيني حالات إنقاذ لفتيات ضحايا الداية في عمليات الختان.

ولفتت، إلى أن مصر شهدت بعد ثورة يناير ازدادت عمليات الختان وأيضاً زيادة في أعداد السكان، وقالت، إن الكثير من خريجي الجامعات مقتنعون إنه من الدين: "وأثناء أحد النقاشات الدائرة حول الختان فاجأني أحد طلبة الامتياز وقالي رغم إنك بتحاوريني وجبتلي شيوخ أزهر بس أنا مقتنع أنه من الدين".

في نفس السياق، قالت أسماء عبد العزيز ضحية الختان وتعمل مسوقة إلكترونية: "لدي شقيتان لكن الغريب في الأمر أنه لم تجرَ لهما عملية الختان رغم أنهما أكبر مني سناً والصدمة أننا من المفترض أننا نتقدم ولانعود للوراء ومع ذلك تم إجراء الختان لي بناء على تحريض جارة لأمي ثقافتها ريفية استطاعت السيطرة على والدتي وأقنعتها أنها لا بد أن تجرب عملية الختان فأخفت أمي الأمر ولم تذكر القصة لأحد من أسرتي سواء شقيقاتي التي يكبرني بنحو 20 عاماً ومع وفاة والدي في سن الخامسة من عمري أصبحت الأم مسؤولة عن الأسرة بأكملها".

وأوضحت، أن جارتها التي أوحت لوالدتي القيام بالعملية أجرت هي الأخرى لابنتها عملية ختان تسببت في نزيف حاد نجم عنه مكوثها في المستشفى لفترة طويلة بين الحياة والموت وكنت وقتها أسمع أخبار جارتي حيث أجريت العملية لي ولابنة جارتي في نفس الوقت ولولا ستر الله لتعرضت لما تعرضت له وشعرت وقتها بالخوف خشية أن يؤول مصيري لما آل إليها.

 وتابعت: "في بداية العملية كنت في عمر عشر سنوات وأجريت العملية في منزلي بواسطة داية وليست متخصصة ولم تجر أي تعقيم وأجرت العملية لي ولجارتي".

وواصلت: "شعرت بخوف شديد أثناء رفع ملابسي وتساءلت عايزين مني إيه ؟ وبدأت مني المقاومة وعندما شاهدت المشرط والأدوات شعرت أنني سأقتل وقلت لأمي هتقتليني؟ وعند صراخي بقيت صامتة ويمسكوني بالقوة ومع وجود أجواء رعب غير عادية والمفروض أمي تحميني لأنها مصدر الأمان شاهدتها صامتة وتراقب ما يحدث".

 وأردفت: "ما زلت أتذكر الوجع وشعرت بألم كبير في منطقة حساسة من جسدي خاصة في البداية ألم لا يوصف ولا يتحمله طفل أو طفلة"، مشيرة، إلى أنها بعد المقاومة اكتشفت إنني لابد أن أستسلم بسبب غيبوبة نفسية والصدمة ما زالت مستمرة مع سماعي للحالة الصحية لجارتي التي خضعت للعملية.

وأشارت، إلى أنها لم تتحدث مع والدتها لأنها فقدت الثقة فيها كمصدر أمان وساءت علاقتها بها منذ ذلك الحين، كما فكرت في الانتحار وأصابها حالة من عدم الثقة في كل الناس بسبب فقدي لمصدر الأمان وهي أمها التي راقبت ما حدث لها بإرادتها، ووصفت ما فعلته أمها بالمؤامرة.

وتلتقط أطراف الحديث فاطمة العيد "كاتبة"، وقالت: "تعرضت للختان في عمر الأربع سنوات لكني ما زلت أتذكر تفاصيل المشهد المؤلم فأنا من أصل سوداني"، مشيرة إلى أن الختان من الظواهر الرئيسية في مجتمعها حيث إنه يتم إعداد الطفلة بالختان وكأنها في ليلة عرس.

وأوضحت: "أهلي جابوا داية وألبسوني رداء أحمر اللون وكانت الداية صديقة للعائلة وهي متخصصة في مسك البنات أثناء عملية الختان لكونها قوية للسيطرة على رفض الأطفال للعملية".

وأشارت إلى أن والدتها تزوجت وهي في سن صغيرة وأتت إلى مصر، لافتة إلى أنها خضعت لختان فرعوني وهو النوع الأصعب مقارنة بما يسمى "السنة" حيث يتم قطع البظر وتخييط الشفاه إلى النهاية بما يتسبب في تضييق فتحة المهبل.

وكشفت، أن والدتها هاتفت أقرباءها لتولي الموضوع لصغر سن والدتي في ذلك الوقت  فاقترحت إحدى القريبات أن يتم الختان في المنزل وليس بواسطة طبيب وبحضورها اعترضت على رغبة أمي إجراء الختان "السنة" ورأت أنه انحلال ولا بد أن يكون الختان فرعونياً لأن السنة خفيف جداً.

وتابعت "قررت الداية أن يكون الختان فرعونياً.. حاولت أعيط عشان أتملص منهم وفشلت، وبقيت أخاف من الداية دي طول عمري حتى وفاتها وأشعر برهبة وبستخبى ورا أبويا وأمي عندما أشاهدها صدفة".

وأردفت: "لسه فاكرة الوجع والخوف، سألت والدتي وأنا في الجامعة عندما أصبت بخراج في هذه المنطقة كان في حجم البرتقالة وأجريت جراحة وقتها ومع بحثي اكتشفت أن الخراج سببه الختان الفرعوني وهو شيء طبيعي".