رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية أول واقعة تحرش في تاريخ مصر.. حدثت سنة 1200 قبل الميلاد

كتب: دينا عبدالخالق -

09:46 م | السبت 04 يناير 2020

عقوبة التحرش عند الفراعنة

منذ الثلاثاء الماضي، تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أزمة واقعة التحرش بـ "فتاة المنصورة"، حيث تداولوا مقطع فيديو صادما يرصد لحظة تحرش جماعي بفتاة ليلة رأس السنة أمس الثلاثاء، في مدينة المنصورة.

الفيديو المتداول أظهر مجموعة من عشرات الشباب يحاوطون فتاة ترتدي ملابس قصيرة، وسط صراخ وبكاء الفتاة، فيما حاول البعض حمايتها وإنقاذها من الزحمة ووضعها في سيارة لتنطلق بها بعيدًا عن مكان الواقعة، وهو ما أثار حالة من انتقاد وغضب عدد من رواد مواقع "فيسبوك"، وعلق كثيرون مطالبين بالقبض على الجناة.

لم يكن ذلك التحرش وليد اليوم، ولكنه آفة يعاني منها المجتمع منذ عدة أعوام، والتي ظهرت للمرة الأولى بالتاريخ في عهد الفراعنة، حيث أكد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الأثار، إنه تم العثور على بردية مصرية تعود لسنة 1200 قبل الميلاد، والتي تكشف أول واقعة تحرش في مدينة طيبة عاصمة مصر القديمة.

تتضمن البردية شكوى ضد رئيس عمال البناء "بانيب"، لارتكابه "جرائم فاسقة"، كما يصفها زميله "أميناخت" صاحب الشكوى، حيث أقدم المعماري الشهير على التحرش بامرأة تدعى "يمينواو" لدرجة نزع ملابسها وانتهاكها عند أحد الجدران، وهو ما اعترف به نجله، على حد قول كبير الأثريين.

وقال شاكر، لـ"الوطن"، إن المصريين القدماء اتخذوا موقفا حادا من تلك الجريمة الأخلاقية، حيث كان يعاقب بقطع عضوه الذكرى ليكون رجل "غير ضار"، بينما تصل عقوبة الزنا أو الشروع فيها تصل إلى الإعدام حرقا، بينما في حالة المصالحة كان الرجل الزانى يعاقب بجلده ألف جلدة، بينما تقطع أنف المرأة.

وأشار إلى أنه وفقا لبردية "بانيب" الموجودة بالمتحف البريطاني منذ القرن التاسع عشر، فإن مصير العامل الماهر غير مذكور، مرجحا أنه تم إعدامه حينها نظرا لفظاعة جريمته بين المجتمع الفرعوني، وهكذا تعطي المجتمعات القديمة صورة أخلاقية في التعامل مع التحرش قبل 3000 سنة.

وأضاف أنه كان للمرأة قدسية بالغة بين قدماء المصريين، حيث كُتب عنها في أحد البرديات "إذا كنت تريد أن تكون موفور الكرامة في أى منزل تدخله سواء أكان منزل عظيم أم أخ أم صديق فلا تقرب النساء.. فما من مكان دخلها لتعلق بهوى النساء إلا وفسد.. من الحِكمة أن تجنب نفسك مواطن الشطط والزلل.. ولا توردها موارد التهلكة، فإن آلاف من الرجال أهلكوا أنفسهم".