رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

غير فتاة المنصورة.. فتيات تعرضن للتحرش الجماعي: قصص لم تحك من قبل

كتب: روان مسعد -

04:19 م | الجمعة 03 يناير 2020

التحرش الجماعي

وسط دائرة من المتحرشين، ظلت فتاة المنصورة تستغيث، تحاول الفرار، تستنجد بالقريب والبعيد، حتى أصبحت حادثة التحرش بها وصديقتها واحدة من القضايا التي تشغل الرأي العام، ربما لأن الحادثة وثقت بفيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي عرفت بقصة "فتاة المنصورة"، إلا أن التحرش جريمة متكررة بحق الفتيات، يوميا يتعرضن لمحاولة تحرش أو أكثر، بعضها تحرشا جماعية.

قصص لازالت في جعبة صاحباتها، ولم تخرج للعلن، بعضها ربما ينطوي على ألم كبير، بسبب لوم الفتاة المتكرر على وقوعها ضحية التحرش.

مريم: حارس عمارة انقذني من محاولة اغتصاب جماعي

كانت مريم أحمد، عائدة من درس ثانوية عامة منذ حوالي 4 سنوات، ينتهي الدرس في الـ11 مساء، ما يعني وصولها لبيتها في الـ11 والنصف على أقل تقدير، وهو وقت متأخر جدا خاصة في ليالي الشتاء، كانت معظم الأيام روتينية إلا تلك الليلة التي تعرضت فيها مريم لتحرش جماعي لأول مرة في حياتها.

تقول الفتاة العشرينية، "طبعا قبل كدة حصلي تحرش لفظي وبالنظرات، لكن دي أول مرة أكتر من حد يتحرش بيا في نفس الوقت".

لا يزال اليوم بتفاصيله محفورا في ذاكرتها، كانت ترتدي سروالا من الجينز وسترة ثقيلة لها "سوستة"، كي تدفئها في برد الشتاء، داخل أحد الشوارع الجانبية المؤدية إلى بيتها الموجود في "جسر السويس"، وقف عدد من الشباب يدخنون السجائر والحشيش، سمعت ضحكاتهم فتوجست من الاقتراب، لكنه السبيل الأسرع والأقرب لبيتها، لذا قررت أن تخوض المغامرة، "هيحصل إيه يعني هيرموا كلمة رخمة وخلاص".

لكن حدث ما لم تكن تتوقعه، بادر شاب بمقاطعة طريقها وقف في منتصف الشارع، حاولت تفاديه ولكن الدعم من صديق آخر كان قد جاء، قطعا عليها كل السبل للمرور، ثم بدأت "الشلة" كلها تتجمع حولها، 5 شباب أكبر منها سنا بالتأكيد حاوطوها، فتحوا لها "سوستة" السترة، فظهرت ملابسها الأخرى، "ساعتها واحد قال قلعوها، وبدأ قدامي سيناريو اغتصاب، خفت جدا جدا وبدأت أصرخ، وسمعت ألفاظ بشعة كلهم كانوا طمعانين فيا".

ولكن أخيرا منقذها كان قد جاء، حيث سمع صراخها أحد حراس العقارات الموجودة في الشارع وخرج لإنقاذها، "جابلي الجاكت تاني، وقالهم أنا عارفكوا وهقول لأهل واحد واحد فيكوا، إياكوا تيجوا الشارع ده تاني، وعدني وحلفلي أنه هيبلغ أهاليهم، وفضل معايا لحد ما وصلني لمدخل عمارتي".

هند: كنت عاملة زي الكرة الراكت بين إيديهم

كالعادة دائرة من الذئاب تحاوط الضحية، ولكن تلك المرة في وضح النهار، أول أيام عيد الفطر المبارك الماضي، بعدما فطر الجميع الكحك والبسكويت، خرجت هند عوض، لتحتفل بالعيد مع صديقاتها، توجهن جميعا إلى كوبري قصر النيل ومنطقة وسط البلد، فهي المنطقة الأرخص نسبيا وفسحة الغلابة على حد قولها، "ساعتها صحابي سابوني وراحوا يشتروا فشار وغزل البنات وفضلت أنا واقفة".

تبلغ الفتاة من العمر 21 عاما، ارتدت ملابس جديدة صيفية لها ألوان زاهية، مجموعة من الشباب على وشك الاقتراب منها، "أنا مبخافش وبزعق وبشتم اللي بيقرب مني بس دول كانوا صعبين أوي"، حاولت مثل العادة أن تتشاجر معهم، إلا أنهم حاوطوها في دائرة، وأصبحت مثل "كرة الراكت" على حد قولها، يلقفونها لبعضهم البعض يلامس أحدهم جزءا من جسمها ويترك الآخر لصديقه.

لا تستطيع "هند"، نسيان تفاصيل ما حدث، تظل تتذكره مرارا وتكرارا، خاصة عند مرورها من نفس منطقة وسط البلد، دقائق استغرقها أمين الشرطة كي يحضر لإنقاذ الفتاة من أيادي المتحرشين غير المرغوب فيها، كانت تصرخ وأغمضت عينيها كي لا ترى انتهاك جسدها لهذا الحد، طلب منها أمين الشرطة أن تحرر محضرا لهم، إلا أنها رفضت وكانت حالتها سيئة، "عياط وصريخ وبس مكنتش مركزة غير أن فيه 8 بينهشوا فيا عايزة اتخلص منهم".

أسماء: شتمت المتحرشين فلمسوا جسمي

يختلف التحرش الجماعي عن التحرش الفردي في إحساس الخوف والرعب الذي يتملك الفتاة، بحسب أسماء يوسف 29 عاما، فهي لم تشعر يوما بهذا الكم من الخوف من قبل، دقات قلبها كانت تتسارع بشدة كلما حاول أحد المتحرشين الاقتراب منها، هذا بالإضافة إلى تهديداتهم لها "مش هنسيب فيكي حتة سليمة"، قالت "أسماء"، إن هذا ربما بسبب سبها لهم، "أول ما قالوا كلمة معاكسة شتمتهم ومتهيالي ده استفزهم خلاهم عايزين يتحرشوا بيا".

كانت في طريقها لزيارة أحد أقاربها، جهزت كل ما يلزم لعيد الميلاد من هدايا وملابس مناسبة، كان التوقيت تقريبا المغرب حينما صادفت 4 شباب في منطقة شبرا جميعهم اتفقوا على معاكستها، "هاتي الهدية دي إيه الحلاوة دي"، لكنها سبتهم في الشارع فانتقل التحرش إلى مرحلة جديدة، "لمسوا أجزاء حساسة من جسمي، وواحد من ضربني، وبقيت خايفة وبترعش"، ما أنقذ "أسماء" هو طبيعة المنطقة المزدحمة، تجمع المارة حول الشباب ومنعوهم من الاستمرار في التحرش بها، "ساعتها روحت مقدرتش أخرج، وفضلت حالتي سيئة أسبوع بفتكر أني مباحة لأي حد في الشارع".