كتب: روان مسعد -
02:18 م | الخميس 02 يناير 2020
ضحية حولها مجموعة من البشر، أول ما يأتي لذهنك بمجرد أن ترى هذا المشهد، هو الغابة، حينما تنفرد "الذئاب"، بغزالة كانت في المرعى تأكل مختالة بنفسها، يتوقف العقل البشري فجأة عن استيعاب ما يحدث، فلم يتجمع كل هؤلاء الشباب حول تلك الضحية محاولين الفتك بها، يبدأ الجميع في نسج أسبابا من وحي خياله فتارة تكون الملابس هي السبب، وتارة أخرى مكان تواجد الفتاة غير الملائم في الوقت غير الملائم، إلا أن العامل المشترك سيكون دوما خسة المتحرشين، انعدام الضمير وقلة الرجولة.
كان هذا هو المشهد حول فتاة المنصورة، وهي أحدث وقائع التحرش الجماعي، وقعت في منطقة تعرف بـ"المشاية"، وهي واحدة من الأماكن الراقية في المنصورة.
ظلت الفتاة تصرخ باكية بصوت مرتفع طالبة النجدة، تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تخرج من دائرة التحرش دون جدوى، كان الهلع هو أكثر ما ميز هذا المشهد الذي تداوله بكثرة رواد مواقع "السوشيال ميديا"، فأصبحت هي حديث الساعة، ولم تنتهي 2019 نهاية ملائمة لتلك الفتاة الضحية.
انتهى المشهد أخيرا بمحاولة بعض الشباب إنقاذها من بوتقة التحرش، فدخلت إلى سيارة على الشارع بمساعدتهم، وكانت أخيرا تلك السيارة هي الملاذ الآمن.
فتاة المنصورة ليست الأولى، فقد سبقتها فتاة التحرير، وهي واحدة من أشهر وقائع التحرش التي شهدها المجتمع المصري إبان الانتخابات الرئاسية في مايو 2014، لم تسر حينها الأمور في ميدان التحرير على ما يرام، فقد تواجدت في المنطقة صحافية لتغطية الاحتفالات إلا أنها وقعت فريسة للتحرش.
كان في نفس الوقت النقيب مصطفى سالم، الضابط بقسم باب الشعرية، يتابع سير عمله أمام المتحف المصري، حينما سمع استغاثة الفتاة لم يتردد في الاندفاع نحوها غير مكترث بما قد يصيبه من أخطار، أطلق نحو خزنتي رصاص في الهواء حتى يستطيع تفريق المتحرشين، وغطى جسد الفتاة بقطعة من الملابس وحملها بعيدا، وكانت تردد في خوف وكسرة، "ضيعوا مستقبلي".
"فستان قصير"، كان هو حجة المتحرشين للفتك بفتاة في مدينة الزقازيق أثناء عودتها من زفاف إحدى صديقاتها، ولدى سيرها في أحد شوارع منطقة القومية تعرضت لتحرش جماعي من مجموعة من الشباب الذين فتكوا بها.
خلال دقائق قليلة جاءت الشرطة إلا أن الفتاة لجأت لإحدى الكافيهات الشهيرة كي تتوارى عن أعين المتحرشين الذي وجدوا خارج المقهى في انتظارها، مسببين أزمة مرورية كبيرة في الشارع. وبمجرد أن حضرت القوات الأمنية، أطلقت الأعيرة النارية في الهواء لتفريق المتحرشين وقبضوا على بعض منهم، وتبين أن الفتاة طالبة جامعية.