رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"كنا بنهرج".. القصة الكاملة لواقعة فتاة المنصورة

كتب: آية المليجى -

05:55 ص | السبت 04 يناير 2020

فتاة المنصورة

في الوقت الذي تزينت فيه الشوارع بالأشجار المضيئة، واستعد الجميع للاحتفالات بالعام الجديد 2020، كانت صرخات فتاتين، تعلو في أحد شوارع مدينة المنصورة، بعدما تجمع حولهن، عدد كبير من الشباب، لملاحقتهن وملامسة أجسادهن، متخذين من ملابسهن القصيرة، مبررًا لفعلتهم المسيئة لحقوقهن.

"فتاة المنصورة"، بهذا الاسم تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، أظهر تعرض فتاة لحادث تحرش جماعي، من عشرات الشباب، انتشر مقطع الفيديو، وبدأت مباحث قسم أول المنصورة في التحريات، حتى تمكنت من القبض على عدد من المتهمين، الذين وصفوا الواقعة بـ"ساعة شيطان".

ويرصد "هن"، تفاصيل القصة الكاملة لواقعة فتاة المنصورة:

تداول مقطع فيديو

كانت البداية، حينما تداول مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يرصد لحظات التحرش الجماعي بفتاة، كانت ترتدي ملابس قصيرة ومكشوفة، في شارع "الجمهورية" بمدينة المنصورة، وسط احتفالات ليلة رأس السنة.

اعتلت صرخات الفتاة وبكائها، وسط محاوطة عشرات الشباب حولها، بينما حاول البعض إنقاذها وحمايتها، إذ ساعدها البعض لدخول السيارة، والخروج بها بعيدًا، عن مكان الحادث.

فحص الفيديوهات المتداولة

بعد انتشار الفيديوهات، فحصت الأجهزة الأمنية مقاطع الفيديو من كاميرات المراقبة، للكشف عن تفاصيل هذه الواقعة، وتحديد هوية المجني عليها والمتهمين، وتحفظت بالفعل الأجهزة الأمنية على 10 مقاطع فيديو، رصدت الواقعة من بداية حدوثها، حتى خروج الفتاة من المكان في سيارة 128 حمراء.

شهود عيان

وسط التحقيقات التي أجرتها مباحث قسم أول المنصورة، ذكر شهود عيان، بأن الفتاة كانت تسير رفقة صديقتها، التي حاولت الهرب منهم، والاستنجاد بمحل "موبايلات" في الشارع، لكن صاحب المحل طرد الفتاتين، اللتان دخلتا مدخل عمارة مجاورة للمكان.

تحديد هوية الفتاة

وبعد حوالي 8 ساعات من البحث، توصلت قوات تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، إلى تحديد هوية الفتاة، وتبين أنها طالبة جامعية تبلغ من العمر 20 عامًا، مقيمة في مدينة المنصورة.

وكانت قوة من المباحث تحت إشراف اللواء سيد سلطان مدير المباحث، والعميد مصطفى كمال رئيس مباحث المديرية انتقلت إلى منزل الفتاة، وجرى التقابل معها، ومناقشتها حول ملابسات الواقعة.

وسردت الفتاة، تفاصيل الواقعة وجاءت: "كنت ماشية في الشارع وفوجئت بشباب بيطلعوا الموبيلات وبيصوروني، أنا وصاحبتي وبيصوروا رجلي.. فضلت أمشي بسرعة، وروحت عند صاحب محل أستخبى هناك وأكلم أهلي علشان حد يجي ليا ينقذني.. لقيت الشباب واقفين عند المحل، وبيقولوا ألفاظ وحشة.. والناس كتير اتلمت وراح صاحب المحل طردني علشان ميحصلش مشكلة".

وأضافت الفتاة: "لما خرجت من المحل، الشباب اتجمع وناس كتير جات ومسكوا إيدي وقطعوا هدومي، وحصل مشادات بين الشباب اللي بيصورني، والمارة لحد ما لقيت حد جه أخدني في عربيته.. والحمد لله قدر يطلعني من وسط الناس ديه".

وتابعت الفتاة: "أنا روحت مكنتش قادرة أتكلم.. وكنت خايفة ومش عارفة أعمل إيه، لحد ما لقيت الفيديوهات على فيسبوك.. والمباحث جات ليا عند البيت.. عرفت إن الموضوع اتعرف".

راوية منقذ الفتاة

ووسط ما عاشته الفتاة من تفاصيل مرعبة، تمكن الشاب سلامة أحمد سلامة، طالب جامعي أيضًا برفقة أصدقائه من إنقاذ الفتاة من واقعة التحرش الجماعي، إذ وصف المتحرشين بـ"الزومبي".

وأوضح الشاب العشريني في حديثه لـ"هن" أنه تمكن برفقه أصدقائه، اقتحام تجمع الشباب المتحرش بالفتاتين: "ربنا أدانا الثقة.. وفضلنا نزق فيهم لغاية ما دخلنا وسطهم.. وحاولنا نخرج البنتين من الدايرة دي"، مضيفا أن الفتاتين حاولتا الاستنجاد بصاحب محل الهواتف المحمولة، لكنه شعر بالخوف من تدمير المحل: "صاحب محل الموبايلات خاف من التجمهر مكنش عادي.. فخرجهم من المحل ودخلهم في مدخل العمارة اللي جنبه".

واستطرد الشاب العشريني، أن الفتاتين دخلتا مدخل العمارة بجوار المحل، فيما كون مع أصدقائه ما وصفه بـ"درع بشري" لحمايتهن: "هما دخلوا مدخل العمارة.. وإحنا عملنا زي سلسلة بشرية عشان نحميهم وفضلنا واقفين قدام المدخل بنهوش الشباب بالأحزمة عشان يبعدوا".

انتهى دور "سلامة" وأصدقائه حينما استقلت الفتاة الأخرى السيارة، مؤكدًا أنه لم يعرف مصيرها: "دوري كان لغاية ما ركبت العربية ومشيت.. ومفيش حد استدعاني من النيابة لغاية دلوقتي".

ساعة شيطان

"ساعة شيطان" هكذا وصف المتهمون في حادث التحرش بـ"فتاة المنصورة"، ما أقدموا على فعله، فكانت الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على 7 متهمين، وتحديد هويتهم.

واعترف المتهمون بارتكاب الواقعة، في محضر شرطة قسم أول المنصورة بالدقهلية، مؤكدين أنّها كانت "ساعة شيطان"، وأن الأمر بدأ بـ"تهريج"، في محاولة منهم للتعرف على الفتاتين، لكن الأمر تطور بعد ذلك، وتجمع عدد كبير من الشباب، والذين حاولوا ملامسة أجزاء من أجسادهن، وسادت حالة من الهرج والمرج.