رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بـ"سيشن وأطراف تعويضية".. "إيمان" تحارب سرطان العظام على كرسي متحرك

كتب: غادة شعبان -

08:39 م | الإثنين 30 ديسمبر 2019

إيمان أحمد محاربة سرطان

حياة وردية مليئة بالنشاط والحيوية، كانت البسمة ترتسم على شفاهها، لا تعرف للحزن بابًا، فرغت كل طاقتها في تحضيرات خطبتها، أرادت التجمل في اليوم الذي سيحول حياتها للأفضل بجانب من توسمت فيه الحب والأمان، إلا أن سعادتها لم تدم طويلًا فور اقتحام سرطان العظام لجسدها وعكر صفوها وسلب طاقتها ونضارتها، ليدخلها في رحلة وتجربة قاسية كان عنوانها الفقد والوجع، بعد فسخ خطبتها وإعلانه التخلي عنها، كانت تلك هي حكاية إيمان أحمد، صاحبة الـ24عامًا.

"مش هلاقي أحسن منك ومن أهلك أناسبهم بس الظروف كتبت علينا كدة، والمفروض متفكريش في جواز ولا غيره وتركزي في تعبك وبس"، بهذه الكلمات التي تحمل في طياتها الوجع والإنكسار، بدأت إيمان، سرد قصتها ورحلتها مع السرطان، لـ"الوطن"، قائلةً: "تاني يوم خطوبتي بدأت رحلتي مع السرطان، روحت لدكاترة كتيرة وقالوا عندي التهاب في الأعصاب، وبعد شهر عرفت إن عندي ورم في العظام، كلمني خطيبي بعدها بيومين زيه زي أي حد غريب، واختفى بعدها، وفضلت أسبوع مكتئبة".

تخرجت إيمان في كلية التجارة، عام 2017، وبدأت في التخطيط لحياتها، ولكن كانت خطوات السرطان أسرع من خطاها: "اتفاجئت بيه في عام 2018، الحكاية بدأت بالتهاب في الأعصاب وفضلت اتعالج منه 3 شهور، لحد ما الورم كبر في رجلي وبدأت أشك، وعملت أشعة وطلع سرطان "استيو ساركوما"، وهو ورم خبيث نادر يصيب العظام والأنسجة الضامة".

في ظل انشغال الجميع بالتحضير لاحتفالات رأس السنة عام 2018، كانت إيمان تهيئ ذاتها للخضوع لأولى جلساتها الكيماوية: "خدت 3 جلسات وعملت أشعة لقيت الورم حجمه بيكبر، وقرروا يغيروا العلاج وخدت جلستين نوع تاني، وفي الوقت ده كنت بسأل على دكتور للجراحة لأن عمليتي كبيرة، أهلي سألوا برة اكتشفنا إن الحل هو البتر، واتخضوا طبعا ومقالوش حاجة خالص ليا، مع إني قريت كتير وكنت عارفة إن دة كان ممكن يحصلي، وبعدين شوفنا دكتور وروحناله وقالي إني لو كنت روحتلو قبل سنتين كان هيبقى فعلا الحل هو بتر الساق".

بعد مرور شهر في العلاج الكيماوي، فوجئت إيمان بورمين آخرين في الساق، ما جعلها تدخل هى وأسرتها في دوامة الانكسار: "اي حد بيسمع الكلام ده كان اتخض بس ربنا كان مقويني ودخلت العمليات وأنا معرفش هعمل إيه فيهم، وفضلت 10 ساعات في العمليات، وكانت نسبة استجابة الورم كويسه جدًا، والدكتور قرر يديني جلستين وقائي بس، كنت فرحانة إنهم أخر حاجة في مشوار علاجي بس بعد شهر في متابعة الجراحة كانت الصدمة، الدكتور قالي لازم تاخدي تاني لأن الورم لما اتشال كان متضخم جدًا واتواصلوا مع بعض وقرروا يدوني 8 جلسات تاني".

ساءت حالة إيمان الصحية وأجمع الأطباء على ضرورة بتر الساق، "رجلي كانت بتورم وعملت مسح ذري، وتم اكتشاف ورمين آخرين في الساق، في نفس المكان وبؤرة في الرئة، واكتشفت إن الدكتور السبب وإنه متواصلش مع دكتور العملية، ومقليش وخدت علاج، والدكاترة قرروا يعملولي بتر، وهيشيلوا الرئه الشمال كلها علشان فيها ورم، وبقيت عايشة على كرسي متحرك".

برأس خالية من الشعر، بابتسامة واسعة على وجهها، وكأنها تقف ندا لند أمام المرض الخبيث، تُحارب المرض بإرادتها، ولم تختبئ خلف الجدران، ولم تركع للكيماوي، الذي طغى على ملامحها، خضعت إيمان لجلسة تصوير، أعدتها لها أسرتها وأصدقائها المقربين.

وتقول: "في مسابقة على جروب اسمه أنا أقوى من السرطان، والناس اختارتني أنا وبنتين تانين نعمل سيشن، وأنا رفضت لأني وقتها كنت تعبانة، وأصحابي فرحوني وجبوهم في البيت وعملوه عندي، وفي صديق ليا، وقف جنبي جدًا ودعمني وشجعني على النزول لأني كنت رافضة وخايفة من نظرة الناس، وعلمني على العكاز ومستني لما أخف وهيساعدني في استخدام الطرف التعويضي".

د

تتوسم إيمان في عام 2020، أن يجلب لها السعادة ويمحو أثار تلك الندبات والأوجاع التي لحقت بها من السرطان: "كل أمنياتي في الحياة دلوقتي في السنة الجديدة إني أخف من الآلم وانتصر على السرطان، وأعيش حياة طبيعية من تاني".