رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

هزمت سرطان العظام وأصبحت بطلة تايكوندو.. "علياء": "مفيش حاجة هتوقفني"

كتب: آية المليجى -

06:19 م | الجمعة 04 أكتوبر 2019

علياء حامد

مرض خبيث أصابها في الصغر، أضاع سنوات طفولتها، حرمها من اللعب مثل باقي قريناتها، لتقضي فترة طويلة من عمرها داخل أحد المستشفيات تتلقى جلسات العلاج.

صوت التحدي بداخل أعماق نفسها وإيمانها بأبواب الرحمن الواسعة، مكّنها من هزيمة ورم خبيث أبدل ساقها الأيسر بآخر صناعي.

عام كامل مر على الصغيرة التي شفيت بالفعل، وبدأت حياتها الجديدة استكملت مسارها التعليمي، وقطعت أولى خطواتها في رياضة التايكوندو، متحدية نظرات الإحباط والانتقاص من قدرتها على ممارسة رياضة عنيفة.

تجربة مؤلمة عاشتها "علياء"، الطالبة الجامعية بكلية الآداب جامعة حلوان، حينما كانت طفلة صغيرة واكتشفت والدتها تورم ساقها الأيسر، لم تتخيل بأن الأمر يتجاوز عن كونه ورم تقل حدته بمرور الأيام، لكن الوضع ازداد سوءا والطفلة صاحبة الـ10 أعوام، آنذاك، لم تعد تتحمل الآلام التي انتابتها، لتتضح النتيجة بإصابتها بسرطان العظام، ووجود ورم خبيث سكن ساقها الأيسر.

حل الخوف ضيف ثقيل على منزل "علياء"، التي بدأت رحلة علاجية تنقلت خلالها بين المنزل والمكوث داخل معهد ناصر لتلقي جلسات العلاج الكيماوي الذي أفقدها شعرها: "كانت أيام صعبة.. كلنا كنا منهارين.. وفي الأول مكنتش فاهمة بس بعد كدا بدأت أفهم لما شعري بدأ يقع كمان ومكنتش بلعب مع حد".

قضت "علياء" فترة طويلة داخل معهد ناصر، حيث أصبح بمثابة منزلها الثاني، الذي فقدت فيه تجمعها مع إخوتها وأصدقائها بالمدرسة، فهي لم تعد قادرة على الذهاب سوى في فترة الامتحانات: "كنت بعمل كل حاجة في المستشفى".

أنهت "علياء" رحلة علاجها وعادت بين أحضان أسرتها من جديد متعافية من تجربة تعلمت منها الكثير، فأصبحت تبدو أكبر من سنها الصغير، فإيمانها أصبح أقوى وإرادتها حديدية "مش هشوف أوحش من اللي شفته". 

استكملت "علياء" دراستها والتحقت بكلية الآداب، التي كانت سببًا في ممارستها رياضة التايكوند، وذلك حينما بدأت تروي تجربتها مع المرض الخبيث عبر فيديو، شاهده أحد زملائها، وهو مدرب تايكوندو، ليثير بداخلها حماسة بممارسة الرياضة العنيفة، بعدما أدركت إمكانية اللعب مستخدمة يديها فقط: "في ناس من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن الفريق اللي بلعب بيه.. إحنا بنلعب بايدينا ودي من بدايات التايكوندو".

شعور من الإحباط حاول الكثيرون زرعه داخل "علياء"، بحجة عدم قدرتها على ممارسة الرياضة العنيفة، لكن لا شيء أثر على إرادة الطالبة الجامعية: "بدأت أتمرن.. كان المدرب بيبعتلي فيديوهات وأنا بحاول أقلد الحركات المعتمدة على الإيد وبيشوفها.. وكنت بعرف أعملها".

أتقنت "علياء" ممارسة حركات التايكوند بواسطة يداها، حتى تأهلت لدخول بطولة التايكوندو على مستوى القاهرة، فالفريق الذي انتمت إليه كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

فازت "علياء" بالبطولة التي اعتمدت على ممارسة كل فرد لحركات التايكوند بمفرده، باعتبارها أفضل من نفذ الحركات: "كسبت البطولة ومش هخلي حاجة توقفني.. هفضل ألعب حتى لو بأيدي بس.. ومستنية بطولة الجمهورية".