رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"شخصيتها قوية ومتكسرتش".. كيفية تأهيل فتاة فرشوط نفسيا

كتب: آية المليجى -

08:47 ص | الجمعة 20 ديسمبر 2019

اغتصاب فتاة فرشوط

"مستحيل.. حياتي ترجع تاني" بنبرة صوت يملئها الخوف والحزن على ما آلت عليه حياة "فرحة" التي أصبحت تعرف بـ"فتاة فرشوط" فاسمها مقترن بأصعب جريمة يمكن أن تتعرض لها أي فتاة، فهي ضحية واقعة اغتصاب بشعة كادت أن تؤدي بحياتها، التي أصبحت كالسجن، تعيش بداخله في عزلة بعيدة عن الاختلاط، فأينما ذهبت تلاحقها نظرات ملئت بالتعجب عن قدرتها على الخروج من منزلها بعد ما تعرضت له.

ففي حديثها لـ"هن" وصفت "فرحة" ابنة الـ17 عامًا، حياتها كالسجن: "أنا عايشة في سجن.. لو خرجت برا البيت الناس تفضل تستغرب وتبصلي" لتمتنع عن الذهاب إلى مدرستها والمكوث في منزلها بعيدة عن أعين الناس: "قعدت من المدرسة وحياتي مستحيل ترجع تاني". 

التخاذل الذي شعرت به الضحية لم يكن من نظرات المجتمع فقط، بل من والدها الذي قرر التنازل عن حقها بواسطة توكيل قدمه لمحامي المتهمين أحاديث متضاربة سمعتها "فرحة" من وراء تنازل والدها: "ساعات بعرف أن عشان أخد فلوس أتنازل عن حقي.. وساعات بيقولوا أنه عشان هيجوزني حد من المتهمين".

ورغم مرور أكثر من عام على القضية التي تنظر أمام محكمة جنايات نجع حمادي، هل يمكن لـ"فتاة فرشوط" التأهيل النفسي أن يحقق للضحية حياة كريمة يخلصها من الأذى الذي تعرضت له.

ومن جانبها، علقت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، بأن "فتاة فرشوط" تشعر بالظلم والقهرة بسبب التخاذل الذي شاهدته من موقف والدها، بالإضافة إلى التهديدات التي تلاحقها من أسرة المتهمين للتنازل عن حقوقها.

ووصفت "حماد" في حديثها لـ"هن"، بأن الحادث التي تعرضت لها الفتاة سرق حياتها ومستقبلها، كما أنها تشعر بالدونية، فهي ابنة أسرة فقيرة وهو أسوأ شعور ينتابها.

وتابعت استشاري الطب النفسي، بأنه رغم ما مرت به "فتاة فرشوط" لكنها تتمتع بقوة وإرادة حديدية، حتى بعدما انحنى والدها وقرر التنازل عن حقها، لكنها ما زالت تتمتع بالتصميم على أخذ حقها، لذلك وصفت "حماد" بأن الفتاة سيكون مستقبلها "ممتازا" إذا تمكنت من أخذ حقها من المتهمين.

ورأت استشاري الطب النفسي بأن الفتاة تحتاج للمساندة والتكاتف من المجتمع ووسائل الإعلام وتقديم الدعم الكافي لها، وهو ما يساعد في تأهيلها بشكل أسرع ومساعدتها في الاعتزاز بالنفس: "هي متكسرتش.. وتأهيلها هيكون من أخذ حقها والمساندة ممن حولها".

وتعود أحداث الواقعة إلى أكتوبر 2018 حينما ضبطت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة فرشوط بمحافظة قنا، "علي.ك.ا"، (21 عامًا)، وشقيقه "محمد"، (19 عامًا)، و"مصطفى.ر.ع"، (22 عامًا)، لاتهامهم بخطف واغتصاب "فرحة.ع.ر"، (17 عامًا - طالبة)، في الزراعات وفي منزل المتهمين الأول والثاني، وإحالة المتهمين للنيابة في القضية رقم 2550 لسنة 2018 إداري مركز شرطة فرشوط.

وشهدت أولى جلسات واقعة اغتصاب "فرحة" التي عرفت بـ"فتاة فرشوط" يوم 15 ديسمبر الماضي، مفاجأة إذ قدم الأب تنازل عن حق ابنته بواسطة توكيل قدمه إلى محامي المتهمين، وتم تأجيل القضية إلى جلسة 22 يناير المقبل لمناقشة الطب الشرعي.